بازگشت

رسالته لسفيان


و نظرا لخروج هارون عن جادة العدل، و اسرافه في أموال المسلمين فقد نقم عليه رجال الاصلاح و ابتعدوا عنه، و قد حاول أن يجتمع بسفيان



[ صفحه 55]



الثوري فكتب اليه رسالة ملأها بالتملق و التودد اليه لعله يجيبه الي مقصوده فيتخذ من ذلك وسيلة لاغراء العامة، و قد جاء فيها:

«من عبد الله هارون أميرالمؤمنين الي أخيه في الله سفيان بن سعيد الثوري: أما بعد، يا أخي فقد علمت أن الله قد آخي بين المؤمنين و قد آخيتك في الله مؤاخاة لم أصرم فيها حبلك، و لم أقطع منها ودك، و اني منطو لك علي أفضل المحبة، و أتم الارادة، و لولا هذه القلادة التي قلدنيها الله تعالي لأتيتك، - و لو حبوا - لما أجد لك في قلبي من المحبة، و انه لم يبق أحد من اخواني و اخوانك الا زارني، و هنأني بما صرت اليه، و قد فتحت بيوت الاموال، و أعطيتهم من الواهب السنية ما فرحت به نفسي و قرت به عيني، و قد استبطأتك، و قد كتبت كتابا مني اليك اعلمك بالشوق الشديد اليك، و قد علمت يا أبا عبدالله، ما جاء في فضل زيارة المؤمن و مواصلته، فاذا ورد عليك كتابي هذا فالعجل العجل».