بازگشت

التنكيل بالعلويين


و ورث هارون من جده المنصور البغض العارم و العداء الشديد للعلويين فقابلهم منذ بداية حكمه بكل قسوة و جفاء، و صب عليهم جام غضبه، و قد أقسم علي استئصالهم و قتلهم فقال: «و الله لأقتلنهم - اي العلويين -



[ صفحه 75]



و لاقتلن شيعتهم» [1] .

و أرسل طائفة كبيرة منهم الي ساحات الاعدام، و دفن قسما منهم و هم أحياء، و أودع الكثيرين منهم في ظلمات السجون الي غير ذلك من المآسي الموجعة التي صبها عليهم، و فيما يلي عرض لبعضها:

نفيهم من بغداد:

و حينما استولي الرشيد علي دست الحكم اصدر مرسوما ملكيا يقضي باخراج العلويين فورا من بغداد الي يثرب فقامت السلطة بنفيهم عنها [2] .

لقد كان الرشيد شديد الوطأة علي عترة النبي (ص)، و كانوا علي علم بمقته و بغضه لهم فحينما علموا بخلافته هاموا علي وجوههم في القري و الارياف متنكرين لئلا يعرفهم أحد، قد احاط بهم الرعب و الفزع، و استولي عليهم الخوف و الارهاب، و قد امعنت الشرطة في متابعتهم، و مطاردتهم، و انتشرت الاستخبارات و الأمن للتفتيش عنهم، فمن القوا القبض عليه ارسل الي القبور أو السجون أو الي بعض وزراء هارون ليرسل رأسه هدية اليه في أيام أعياده.

ففي ذمة الله ما عانته ذرية النبي (ص) من الارهاق و التنكيل في عهد هذا الطاغية الجبار الذي لم يرع فيهم حرمة جدهم الرسول (ص).


پاورقي

[1] الاغاني: 5 / 225.

[2] التمدن الاسلامي: 4 / 47.