بازگشت

ادريس بن عبدالله


ابن الحسن بن الحسن بن الامام أميرالمؤمنين (ع) أمة عاتكة بنت عبدالملك بن الحرث الشاعر المعروف، حضر ادريس واقعة فخ و أفلت منها مع مولي له يقال له: راشد، فخرج حتي وصل الي مصر فنزلها ليلا و جلس علي باب رجل من موالي بني العباس، فسمع كلامه فخرج فعرفه بنفسه بعد أن أخذ منه العهود و المواثيق أن لا يعرف شخصيته لأحد و لا يخبر السلطة المحلية به فاستجاب لقوله: و آواه تلك الليلة و قام في تكريمه



[ صفحه 89]



علي أحسن ما يرام، و تهيأت قافلة الي افريقية فبعث معها راشدا و تخلف الرجل مع ادريس فسلك به طريقا آخر خوفا عليه من أن يؤخذ، و مضيا يجدان في الطريق حتي انتهيا الي طنجة و فاس، و أخذ ادريس يبث دعوته و ينشر أهدافه حتي استجابت له البربر، و بايعته فبلغ الرشيد ذلك فاهتم لأمره» و شكا أمره الي رئيس وزرائه يحيي البرمكي فقال له: أنا أكفيك أمره، و دعا سليمان بن جرير الجزري، و كان من متكلمي الزيدية فأوعده بالأموال الطائلة و أرشاه اذا اغتال ادريس و دفع اليه سما فاتكا فاستجابت نفسه الخبيثة الي الشر، و مضي يقطع البلاد حتي انتهي الي ادريس فأسر اليه بمذهبه و أخبره انه انهزم من السلطة نظرا لأنه من متكلمي الزيدية، فأنس به ادريس و قربة اليه، و كانت الزيدية تجتمع به فيلقي عليها المحاضرات و الدروس من مذهبهم، و لما تيقن ادريس باخلاصه أخرج اليه سليمان قارورة طيب و قال له: انه لا يوجد في هذا البلد مثلها فأخذها ادريس و شمها فتسمم بها و أقام نهارا و قد أثر فيه السم حتي لحق بالرفيق الأعلي. و قيل انه أهدي اليه سمكة مشوية مسمومة فلما تناولها توفي علي الأثر، و قال بعض شيعة بني العباس يفخر في قتله:



أتظن يا ادريس انك مفلت

كيد الخليفة أو يقيك فرار [1] .



فليدركنك أو تحل ببلدة

لا يهتدي فيها اليك نهار



ان السيوف اذا انتضاها سخطه

طالت و تقصر دونها الأعمار [2] .



ملك كأن الموت يتبع أمره

حتي يقال تطيعه الأقدار



و دفن هناك و كانت له امرأة حامل فولدت له ولدا سمي بادريس فانتظروه الي ان كبر فبايعوه و بذلك تشكلت دولة لبني الحسن في المغرب



[ صفحه 90]



و عرفت دولتهم بدولة الأدارسة [3] .


پاورقي

[1] في رواية الطبري: «أو يفيد فرار».

[2] في رواية الطبري: «قصر دونها».

[3] تراجع سيرة ادريس و أخباره في تأريخ الطبري: 9 / 14 - 31 و مقاتل الطالبيين ص 487 - 491 طبع مصر، و نفح الطيب للمقري: 1 / 224 - 227 و الاستقصاء لدول المغرب الأقصي للسلاوي طبع مصر: 1 / 67.