بازگشت

الدراعة


و أهدي الرشيد الي ابن يقطين ثيابا فاخرة، كانت فيها دراعة فاخرة سوداء منسوجة بالذهب يلبسها الخلفاء فلما وصلت اليه قام من فوره فأهداها الي الامام (ع) فردها الامام و كتب اليه «احتفظ بها، و لا تخرجها عنك فسيكون لك بها شأن تحتاج معه اليها» فلما ردت اليه و اطلع علي رسالة الامام احتفظ بها، و جعلها في سفط، و ختم عليها، و مضت فترة من



[ صفحه 289]



الزمن تغير ابن يقطين علي بعض غلمانه ممن كان مطلعا علي شؤونه و أحواله فسعي من فوره الي هارون و قال له:

«ان علي بن يقطين يقول بامامة موسي الكاظم، و انه يحمل اليه في كل سنة زكاة أمواله، و الهدايا و التحف، و قد حمل اليه في هذه السنة ذلك مع الدراعة السوداء التي أكرمته بها في وقت كذا».

و تغير حال الرشيد حينما سمع بذلك فكأن حساما قد أصاب وجهه و قال و الغضب قد استولي عليه:

«لأكشفن عن ذلك فان كان الأمر علي ما ذكرت أزهقت روحه و ذلك من بعض جزائه».

ثم أنقذ رسولا خلف ابن يقطين فلما مثل عنده التفت اليه قائلا:

«ما فعلت بالدراعة السوداء التي كسوتك بها و خصصتك بها من بين سائر خواصي؟.

فالتفت اليه ابن يقطين و هو مثلوج القلب قد أحرز الانتصار قائلا:

- هي عندي يا أميرالمؤمنين، في سفط فيه طيب، مختوم عليها

- احضرها الساعة.

- نعم، علي السمع و الطاعة.

و استدعي بعض خدمه فعين له المكان الذي وضعت فيه الدراعة و ناوله المفاتيح، فمضي الخادم مسرعا فلم يلبث قليلا حتي جاء بها فوضعها بين يدي الرشيد فأمر بفك الختم و فتح السفط، و اذا بالدراعة مطوية علي حالها لم تتغير و لم يصبها شي ء فسكن غضب الرشيد و هدأت ثورته و قال له:

«ردها الي مكانها، و خذها و انصرف راشدا فلن نصدق بعدها عليك ساعيا».

ثم أمر له بجائزة، و أمر بالساعي اللئيم أن يضرب الف سوط فضرب



[ صفحه 290]



خمسمائة سوط و هلك [1] ، و خرج ابن يقطين و هو ناعم البال مسرور القلب قد انقذه الله من بطش هارون و طغيانه» و قد نظم بعض الشعراء هذه الكرامة بقوله:



و ابن يقطين حين رد عليه

الطهر أثوابه و قال و حذر



قال خذها فسوف تسأل عنها

و معاديك في لا شك يخسر [2] .




پاورقي

[1] نور الأبصار: ص 136 المناقب: (ج 2 ص 356) البحار.

[2] المناقب: (ج 2 ص 356).