عبادته
كان محمد من عيون المتقين و الصالحين فقد تربي في بيت الامامة و سار علي خطة آل البيت من رفض الدنيا و عدم الاعتناء بملاذها و شهواتها، و يكفي للتدليل علي مدي عبادته ما رواه الفضل بن شاذان قال: دخلت العراق فرأيت شخصا يعاتب صاحبه و يقول له: أنت رجل ذو عيال، و تحتاج ان تكسب لهم، و ما آمن عليك أن تذهب عيناك لطول سجودك، و اكثر عليه التوبيخ و التقريع، فالتفت اليه و قال له:
«لو ذهبت عين احد من السجود، لذهبت عين ابن أبي عمير، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه الا عند زوال الشمس».
و أخذ يحدثه عن عبادة ابن أبي عمير فقال له: أخذ شيخي يوما بيدي و ذهب بي الي ابن أبي عمير، فصعدنا اليه في غرفة و كان في مجلسه جمع من المشايخ و هم يعظمونه و يبجلونه، فقلت له:
[ صفحه 301]
- من هذا؟
- هذا ابن أبي عمير.
- الرجل الصالح العابد؟ [1] .
و هكذا كان محمد في تقواه و ورعه، وان تعظيم اولئك الأتقياء الصالحين له و اكبارهم لمنزلته مما يدل علي سمو مكانته و شأنه.
پاورقي
[1] الكشي ص: 364.