في السجون
و كان محمد بن أبي عمير من الشخصيات البارزة في العالم الشيعي نظرا لاتصاله الوثيق بأئمة اهل البيت (ع)، و في نفس الوقت كان عنده السجل العام الذي فيه اسماء الشيعة، و لقد ضاق علي هارون ذلك فأمر أن يلقي في ظلمات السجون فبقي فيها سبعة عشر عاما [1] و جي ء به و هو مكبل بالقيود فأمره هارون أن يعرفه بأسماء الشيعة فامتنع من ذلك اشد الامتناع فأمر أن يضرب مائة سوط فضرب و بلغ منه الألم القاسي مبلغا عظيما يقول فكدت ان اسمي الا اني سمعت نداء يونس بن عبدالرحمن يقول لي: يا محمد ابن أبي عمير، اذكر موقفك بين يدي الله، فتقويت بقوله، و صبرت و لم اخبر، و الحمد لله [2] و بهذا نقف علي مدي الضغط الهائل الذي واجهته الشيعة في تلك الأدوار المظلمة، و قد عرضنا بعض ذلك عند التحدث عن عصر الامام (ع).
پاورقي
[1] الاختصاص.
[2] الكشي ص: 264.