بازگشت

شعوذته


و كان ابن بشير عالما بجميع أنواع الشعوذة و كان وحيد عصره في ذلك



[ صفحه 304]



و قد اتخذ من شعوذته وسيلة الي اغراء السذج و البسطاء، و من عجائب شعوذته أنه اتخذ صورة قد عملها بنفسه و أقامها شخصا تحكي صورة الامام موسي (ع) قد وضع عليها ثيابا من حرير و كان يطويها فاذا أراد اغراء أصحابه قال لهم: ان أباالحسن موسي (ع) عندي فان أحببتم أن تروه فهلموا معي لأعرضه عليكم فيقوموا معه فيدخلهم الي البيت و الصورة مطوية عنده فيقول لهم هل ترون أحدا مقيما في البيت فيجيبونه بالنفي فيأمرهم بالخروج فاذا نزحوا عنه عمد الي تلك الصورة فأخرجها «ثم يرفع الستر بينه و بينهم فينظرون الي صورة قائمة تحكي صورة الامام موسي (ع) و يقف هو بالقرب من تلك الصورة فيناجيها و يكلمها ثم يدنو منها كأنه يريد أن يسر اليها بشي ء ثم يغمز اليهم بالخروج فيلقي عليها الستار و يطويها، و كانت هذه خالته مدة من الزمن في الاغراء و التضليل و الخداع و الفتن بين الناس.

و من شعوذته أن هارون الرشيد لما قبض عليه و أراد قتله قال له: يا أمير استبقني فاني اتخذ لك أشياءا يرغب الملوك فيها فأطلق سراحه فاتخذ له الدوالي بصورة عجيبة فقد صنع ألواحا و جعل الزييق في تلك الألواح فكانت الدوالي تمتلي ء بالماء و تصب في تلك الألواح فينقلب الزيبق منها فتتسع الدوالي، و كانت تعمل بهذه الصورة من غير آلة أو محرك لها فاعجب هارون بذلك، و عمل له أعمالا أخري دلت علي مهارته.