بازگشت

محمد بن سنان


أبوجعفر الزاهدي الخزاعي، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام موسي (ع) و قد اختلف المترجمون له فبين قادح له و موثق قال فيه ابن الغضائري: انه ضعيف غال يضع الحديث لا يلتفت اليه، و ضعفه المحقق في «المعتبر» و العلامة في «المختلف» و الشهيد الثاني في «المسالك» و الشيخ في «الاستبصار» و قدح فيه غير هؤلاء من الأعلام، و وثقه الشيخ المفيد فقال: انه من أهل الورع و العلم و الفقه و الدين، و وثقه الشيخ المجلسي، و الشيخ الحر العاملي، و الحسن بن أبي شعبة في «تحف العقول» و روي الكشي في حقه أنه دخل علي أبي الحسن موسي (ع) قبل أن يحمل الي العراق بسنة و كان عند الامام ولده الرضا (ع) فالتفت (ع) اليه قائلا:

- يا محمد.

- لبيك.

- ستكون في هذه السنة حركة، ولا تحرج منها.

و أطرق الامام برأسه الي الارض، ثم رفع رأسه و التفت الي محمد قائلا له:

- و يضل الله الظالمين، و يفعل الله ما يشاء.

- و ما ذاك؟ جعلت فداك.

- من ظلم ابني هذا - و أشار لولده الرضا (ع) - حقه و حجد امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب (ع) و جحد امامته من بعد محمد (ص).

و أدرك محمد أن الامام قد نعي اليه نفسه و ان لقاءه بربه لقريب فأراد الوقوف علي بعض الخفايا التي لا يعلمها الا الامام فقال له:

- و الله لئن مد الله في عمري لأسلمن اليه حقه، و لأقرن له بالامامة أشهد أنه من بعدك حجة الله علي خلقه الداعي الي دينه.



[ صفحه 309]



- يا محمد، يمد الله في عمرك و تدعو الي امامته و امامة من يقوم مقامه من بعده.

- و من ذاك؟

- محمد ابنه.

- الرضا، و التسليم.

- كذلك، و قد وجدتك في صحيفة أميرالمؤمنين (ع) أما انك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.

و هذا الخبر دل علي أنه من عيون المؤمنين و الصالحين و وردت أخبار أخري أشادت بفضله و وثاقته و قرب منزلته من أهل البيت (عليهم السلام) ذكر هذه الأقوال المحقق المامقاني (قده) و قال: «ان الأقوي كون الرجل ثقة صحيح الاعتقاد، مقبول الرواية، و ان رمي من رماه بالغلو اما لاشتباهه من ميله أولا الي الغلو و ثباته بمكالمة صفوان معه، أو لما سمعته آنفا من بعض الأتقياء من أنه كان من أصحاب أسرار الأئمة و روي من أسرارهم ما تمسك به الغلاة فجرحه الأصحاب دفعا للأفسد، و هو تقوي الغلات بالفاسد و لو كان ضعيفا واقعا لما روي عنه جم غفير من أجلا أصحابنا» [1] .

و ألف محمد من الكتب كتاب «الطرائف» و كتاب «الأظلة» و كتاب «المكاسب» و كتاب «الحج» و كتاب «الصيد والذبائح» و كتاب «الشراء و البيع» و كتاب «الوصية» و كتاب «النوادر»، توفي سنة 220 ه [2] .


پاورقي

[1] تنقيح المقال: 3 / 126 - 128.

[2] النجاشي: ص 252.