مع الضحاك
و ثار الخوارج في الكوفة فاستولوا عليها، و تزعم حركتهم الضحاك و لقب نفسه بأميرالمؤمنين، فأتاه مؤمن الطاق، فلما رآه أصحابه و ثبوا اليه و أحاطوا به، فنهاهم الضحاك من التعرض له، و التفت اليه مؤمن الطاق قائلا له:
«أنا رجل علي بصيرة من ديني، و سمعتك تصف العدل فأحببت
[ صفحه 314]
الدخول معك».
فاستبشر الضحاك و اعتبر ذلك نصرا له فقال لاصحابه: ان دخل هذا معكم نفعكم.
و أقبل مؤمن الطاق علي الضحاك فوجه اليه السؤال الآتي قائلا له:
لم تبرأتم من علي بن أبي طالب، و استحللتم قتله، و قتاله؟
- لأنه حكم في دين الله.
- و كل من حكم في دين الله استحللتم قتاله و قتله؟
- نعم.
- اخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لأدخل معك فيه، ان غلبت حجتي حجتك، أو حجتك حجتي من يوقظ المخطي ء علي خطأه؟ و يحكم للمصيب بصوابه؟ فلابد لنا من انسان يحكم بيننا.
و لم يجد الضحاك بدا من الاجابة، فقال له:
هذا - و أشار الي بعض أصحابه - الحكم بيننا فهو عالم بالدين، و هنا وجد مؤمن الطاق السبيل الي مؤاخذته و بطلان اعتقاده فقال له:
- و قد حكمت هذا في الدين الذي جئت أناظرك فيه؟
- نعم.
و أقبل مؤمن الطاق علي الخوارج فأوقفهم علي خطأ صاحبهم قائلا:
ان هذا صاحبكم قد حكم في دين الله، فشأنكم به.
فأقبلوا عليه الخوارج فقطعوه بسيوفهم [1] و خرج مؤمن الطاق و ترك الخزي والعار يحزان في نفوسهم.
[ صفحه 315]
پاورقي
[1] الكشي: ص 124.