مع أبي حنيفة
و له مع أبي حنيفة مناظرات رائعة بديعة دلت علي انتصاره و تفوقه عليه، فقد اجتمع به فقال له أبوحنيفة مستهزئا به:
- بلغني عنكم معشر الشيعة شي ء.
- ما هو؟
ان الميت منكم اذا مات كسرتم يده اليسري لكي يعطي كتابه بيمينه.
و بالوقت سدد مؤمن الطاق له سهما من منطقه الفياض فقال له:
- يا نعمان، مكذوب علينا ذلك، ولكن بلغني عنكم معشر المرجئة ان الميت منكم اذا مات قمعتم في دبره قمعا [1] فصببتم فيه جرة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة.
فلم يطق أبوحنيفة جوابا قال له برنة المخذول.
«مكذوب علينا و عليكم» [2] .
و اجتمع به مرة فقال له أبوحنيفة:
- يا أباجعفر، تقول: بالرجعة؟
- نعم.
فقال أبوحنيفة مستهزئا و ساخرا:
أقرضني من كيسك خمس مائة دينار، فاذا عدت أنا و أنت رددتها اليك.
فقال مؤمن الطاق: أريد ضمينا يضمن لك أنك لا تعود قردا لأتمكن
[ صفحه 316]
من استرجاع ما أخذت مني [3] و لم يتمكن أبوحنيفة من الرد عليه و انصرف و هو مخذول.
و اجتمع به مرة أخري فقال له:
- يا أباجعفر، ما تقول في المتعة؟ أتزعم أنها حلال؟
- نعم.
- فما يمنعك أن تأمر نساءك أن يستمتعن، و يكتسبن لك؟
- ليس كل الصناعات يرغب فيها، وان كانت حلالا، و للناس مراتب ترتفع بها أقدارهم، ولكن ما تقول: يا أباحنيفة في النبيذ؟ أتزعم أنه حلال؟
- نعم.
- فما يمنعك أن تقعد نساءك في الحوانيت نباذات يكتسبن لك.
- واحدة بواحدة، و سهمك أنفذ [4] .
و لما توفي الامام أبوعبدالله (ع)، قال له أبوحنيفة: متشمتا بوفاة الامام.
- يا أباجعفر، ان امامك قد مات.
- لكن امامك من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم، أراد بذلك الشيطان [5] .
- و له مناظرات أخري مع أبي حنيفة، دلت علي تفوقه عليه و استحضاره للجواب.
[ صفحه 317]
پاورقي
[1] قمعتم: أي ضربتم.
[2] الكشي: ص 125 - 126.
[3] تنقيح المقال: 3 / 161.
[4] الكليني: باب المتعة و ذكره الخطيب البغدادي مع تغيير يسير تاريخ بغداد: 13: 410.
[5] الكشي: ص 123.