مع ابن أبي العوجاء
و اجتمع مؤمن الطاق بابن أبي العوجاء رأس الالحاد في العالم العربي، فوجه اليه ابن أبي العوجاء السؤال الآتي:
- أليس من صنع شيئا واحدا او أحدثه حتي يعلم أنه من صنعه فهو خالقه؟
- بلي.
أجلني شهرا أو شهرين ثم تعال الي حتي أريك.
قال مؤمن الطاق: فسافرت الي بيت الله الحرام، فدخلت علي أبي عبدالله (ع) فعرضت عليه الأمر فقال (ع): انه قد هيأ لك شاتين، و معه جمع من أصحابه ثم يخرج الشاتين و قد امتلأنا دودا فيقول لك:
هذه الدود قد حدثت من فعلي.
- قل له: ان كان من صنعك فميز ذكورها من أناثها.
و يقول لك: ليست هذه من أبزارك انما حملتها من الحجاز، ثم يقول لك:
- أليس تزعم أنه غني؟
- قل له: بلي.
- و يقول لك: أيكون الغني عندك معقولا في وقت من الأوقات ليس عنده ذهب و لا فضة.
- قل له: نعم.
- يقول لك: كيف يكون هذا غنيا؟
- قل له: ان كان الغني بيننا من قبل الذهب أو الفضة أو التجارة فهذا كله مما يتعامل به الناس، فأي شي ء في القياس أكبر و أولي بأن يقال: غني علي من أحدث الغني فأغني به الناس قبل أن يكون شي ء و هو وحده
[ صفحه 318]
أو من أفاد مالا من هبة و صدقة و تجارة.
و عاد مؤمن الطاق الي بلاده فاجتمع بابن أبي العوجاء فجري الحديث السالف بينه و بينه فقال متبهرا: هذه و الله ليست من أبزارك، هذه والله مما تحملها الابل [1] .
و له مناظرات أخري دلت علي سعة معارفه و علومه.
پاورقي
[1] تنقيح المقال: 3 / 162.