بازگشت

مع الامام موسي


ذكر الشيخ الكليني رحمه الله أن يحيي رفع الي الامام موسي (ع) رسالة شجب فيها موقف الامام السلبي تجاهه كما ندد فيها بالامام و بأبيه الامام الصادق عليه السلام و هذا نصها:

«اما بعد: فاني أوصي نفسي بتقوي الله، و بها أوصيك فانها وصية الله في الأولين و وصيته في الآخرين، خبرني من ورد علي من أعوان الله علي دينه و نشر طاعته بما كان من تحننك مع خذلانك، و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد (ص) و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك و قديما ادعيتم ما ليس لكم، و بسطتم آمالكم الي ما لم يعطكم الله، فاستهويتم و أظللتم، و أنا محذرك ما حذرك الله من نفسه».

فكتب اليه الامام جوابا جاء فيه:

«من موسي عبدالله بن جعفر بن علي مشتركين في التذلل لله و طاعته الي يحيي بن عبدالله بن الحسن، أما بعد: فاني أحذرك الله و نفسي، و أعلمك أليم عذابه، و شديد عقابه، و تكامل نقماته، و أوصيك و نفسي بتقوي الله فانها زين الكلام و تثبيت النعم.

أتاني كتابك، تذكر فيه اني مدع، و أبي من قبل، و ما سمعت ذلك مني، و ستكتب شهاداتهم، و يسألون، و لم يدع حرص الدنيا و مطاليبها لأهلها مطلبا لآخرتهم، حتي يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم، و ذكرت اني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك، و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة و لا قلة بصيرة بحجة ولكن الله تبارك و تعالي خلق الناس أمشاجا، و غرائب و غرائز فاخبرني عن حرفين



[ صفحه 99]



أسألك عنهما ما العترف في بدنك؟ و ما الصهلج في الانسان [1] ؟ ثم اكتب الي بخبر ذلك و انا متقدم اليك أحذرك معصية الخليفة - يعني هارون - و أحثك علي بره و طاعته، و ان تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار و يلزمك الخناق من كل مكان، فتروح الي النفس من كل مكان و لا تجده حتي يمن الله عليك بمنه و فضله، و رقة الخليفة أبقاه الله، فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول الله صلي الله عليه و آله، و السلام علي من اتبع الهدي، انا قد أوحي الينا من العذاب علي من كذب و تولي» [2] .

و الرواية لا يمكن الاعتماد عليها لأنها مرسلة - أولا - فقد جاء في سندها روي بعض أصحابنا، بالاضافة الي أن الكثيرين من رجال السند مجهولون فان منهم محمد بن رنجويه، و عبدالله بن الحكم الأرمني، و لم نعثر لهما علي ذكر في كتب الرجال التي بأيدينا، و بعد هذا فلا مجال للاعتماد علي الرواية و التشكيك في حال يحيي.

و مهما يكن من أمر فان من المتيقن ان الامام موسي عليه السلام كان يري ضرورة المقاومة السلبية لهارون و لم ير بأي حال المقاومة الايجابية لعلمه بعدم نجاحها، فانه كان يري الافضل لأبناء عمومته الثائرين عدم فتح باب الحرب مع هذا الطاغية و مع أسلافه البغاة، و ان الأنسب كان هو التبشير بمبدأ أهل البيت (ع) و ذكر مثالب الظالمين من اعدائهم فان ذلك انجح في القضاء علي خصومهم و أعدائهم.



[ صفحه 100]




پاورقي

[1] العترف، و الصهلج عضوان، و هما غير معروفين عند الأطباء و لعل السؤال عنهما من باب التعجيز.

[2] أصول الكافي: 1 / 366 - 377.