بازگشت

نشأتها


و نشأت هذه الحركة الهدامة حسب التحقيق التأريخي في عهد الخليفة الثاني حتي ذهب ضحيتها فقد اغتاله ابولؤلؤة نتيجة للتآمر بين تلك القوي الحاقدة عليه.

أما عوامل نشأتها فترجع الي عدم قيام السلطة بمساواة الموالي مع بقية المسلمين في الحقوق و الواجبات، فقد عمد الخليفة الثاني الي الفتوي بعدم ارث أحد من الاعاجم الا من ولد في بلاد العرب [1] و كذلك شدد عليهم في وضع الضرائب، كما عمد في سياسته المالية الي خلق الطبقية في الاسلام ففضل البدريين في العطاء علي غيرهم، و المهاجرين علي الانصار، و قد استدعي ذلك الي تصنيف الناس بحسب قبائلهم و أصولهم فنشط النسابون لتدوين الانساب، و تصنيف القبائل بحسب أصولها، و قد أدي ذلك بطبيعة



[ صفحه 113]



الحال الي حنق الموالي، و كراهيتهم للعرب و الامعان في التفتيش عن مثالبهم. و انتهج عثمان هذه السياسة فكتب الي ولاته بالعراق أن يفضلوا العرب علي الموالي [2] و قد أدت هذه السياسة التي لاتحمل أي طابع من التوازن الي خلق كثير من المصاعب و الفتن بين المسلمين، فقد فرقت بين صفوفهم، و أدت الي شيوع البغضاء و الكراهية بين كثير منهم.


پاورقي

[1] الموطأ: 2 / 12.

[2] الطبري 5 / 63.