بازگشت

حساده


و كلما ازداد شأن الانسان و علت مكانته الاجتماعية كثر حساده، و ما من عبقري أو عظيم الا مني بكثرة الحاقدين عليه، و كان يونس بن عبدالرحمن من اولئك الأفذاذ الموهوبين الذين خصهم الله بمزيد العلم و الفضل و كان بطبيعة الحال أن يكثر حساده و أعداؤه، و قد شكا ذلك الي الامام موسي (ع) فقال له: انهم يقولون لي زنديق، فهدأ (ع) روعه و قال له:

«ما يضرك أن يكون في يدك لؤلؤة، فيقول الناس: هي حصاة، و ما ينفعك أن يكون في يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة» [1] .

و شكا مرة الي الامام الرضا (ع) ما يلقاه من أصحابه، فقال (ع) له: دارهم فان عقولهم لم تبلغ [2] ، و قيل ليونس ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك، و يذكرونك بغير الجميل، فقال: اشهدكم أن كل من له في أميرالمؤمنين (ع) نصيب فهو في حل [3] ، لقد عفا عن جميع من أساء اليه من أصحابه، و صفح عمن أذنب اليه، و قد اقتبس هذا الخلق الرفيع من أئمة أهل البيت (ع) الذين عناهم الله في كتابه الكريم بقوله: «و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس».


پاورقي

[1] الكشي: ص: 304.

[2] نفس المصدر.

[3] نفس المصدر.