مخاريق احمد امين
و احمد امين من اولئك الحاقدين علي الشيعة، فقد قال: ان التشيع كان مأوي للشعوبية و ستارا لهم [1] .
حفنة من التراب علي أحمد أمين و غيره من الذين لا يكتبون للحق، و لا للتأريخ، و لا لصالح الأمة، و انما يكتبون وفق أهداف معينة يمليها عليهم الاستعمار ليفرق بذلك صفوف المسلمين و يستبد بثرواتهم، و يجعلهم تحت مناطق نفوذه.
ان الشيعة تستمد تعاليمها من أئمة أهل البيت (ع) الذين ناهضوا جميع الحركات الهدامة، و وقفوا من الشعوبية و غيرها موقفا حاسما يتسم بالشدة و الصلابة، فقد دعا الامام أميرالمؤمنين (ع) ان يعلي بالسيوف وجه كل من يدعو الي عنصرية تشتت جمع المسلمين.
هل يستطيع أحمد أمين و غيره من الذين يقولون بمقالته أن يدللوا علي
[ صفحه 121]
أن الشيعة كانت مأوي للشعوبية و غيرها من النزعات الهدامة؟
ان الشيعة بكل اعتزاز و فخر قد رفعت منار العدالة الاسلامية، و أنارت التأريخ الاسلامي بكفاحها المشرق البطولي، و لولا تضحياتها الجبارة و مواقفها الكريمة امام الطغاة و الظالمين لما بقي للاسلام اسم و لا رسم... فهي مأوي للاسلام و الحق و العدل، و مأوي لكل حركة اجتماعية تهدف الي بسط العدل و القضاء علي الظلم.
و علي أي حال فان الشعوبية، و سائر الشعارات الاخري لا تتفق مع الواقع الشيعي المستمد من صميم الاسلام و جوهره... ان هذه الاتهامات التي الصقت بالشيعة لم يكن القصد منها الا خلق ثغرة بين صفوف المسلمين تستهدف اذلالهم و اضعافهم و ابعادهم عن واقع دينهم الذي ينشد لهم العزة و الكرامة و الاستقلال.
ان المسلمين في أمس الحاجة في هذا العصر الي جمع الكلمة، و توحيد الصفوف، و نبذ الخلافات و النعرات فأمامهم الاستعمار الامريكي، و حليفته اسرائيل التي تكيد للعرب و المسلمين في وضح النهار و غلس الليل، و تعمل جاهدة علي محاربة الاسلام، و الاستيلاء علي الوطن العربي و اجلاء أهله عنه، و اقامة وطن اسرائيلي مكانه... و من المؤسف غفلة المسلمين عن الخطر العظيم و البلاء المحدق بهم.
ان اسرائيل تمدها امريكا و سائر دول الغرب بجميع الاسلحة الفتاكة و تزودها بجميع المعونات الاقتصادية و العسكرية لابادة العرب و استئصال شأفتهم حتي تستولي علي البترول العربي و سائر المعادن الاخري.... فيجب علي كل كاتب ان يوجه جهده الفكري الي ايقاظ المسلمين و تحذيرهم من هذا البلاء العظيم.
و علي أي حال فقد خرجنا عن قصد الجادة، ولكن الظروف المؤلمة
[ صفحه 122]
و ما تعانيه هذه الامة من الويلات و النكبات، قد دفعتنا الي الخروج عن هذا الموضوع، و لنعد بعد هذا الي عرض بعض مشاكل عصر الامام عليه السلام، و هي:
پاورقي
[1] ضحي الاسلام: 1 / 63.