بازگشت

ابراهيم الأكبر


و الشي ء الذي يدعو الي البحث و الاستقصاء هو أن طائفة من المؤرخين ذهبوا الي أن المسمي بابراهيم من أبناء الامام انما هو شخص واحد، و ليس له ابن آخر يسمي بهذا الاسم، و ذهب آخرون الي التعدد، و نصوا علي أنهما اثنان يلقب أحدهما بالأكبر، و الآخر بالأصغر، و قد حقق ذلك آية الله المرحوم السيد مهدي بحرالعلوم في رجاله قال ما نصه:

«ظاهر الأكثر كالمفيد في «الارشاد» و الطبرسي في «الاعلام» و السروي في «المناقب» و الأربلي في «كشف الغمة» ان المسمي بابراهيم من أولاد أبي الحسن موسي عليه السلام رجل واحد فانهم ذكروا عدة أولاد و لم يذكروا غير رجل.

ثم قال: «و الظاهر تعدد ابراهيم، كما نص عليه صاحب «العمدة»



[ صفحه 396]



و غيره من علماء الانساب، فانهم أعلم من غيرهم بهذا الشأن، و ليس في كلام غيرهم ما يصرح بالاتحاد فلا يعارض النص علي التعدد...» [1] .

و رأي الحجة السيد بحرالعلوم رأي وثيق فان الأعلام الذين ذكروا ابراهيم لم ينصوا علي عدم التعدد كما انهم لم يذكروا جميع ابناء الامام و انما ذكروا بعضهم بالاضافة الي ان علماء النسب قد اثبتوا التعدد و هم أدري و أثبت من غيرهم في هذه الامور، و بعد هذا فلنعد الي البحث عن شؤون هذا السيد الزكي ابراهيم.

كان ابراهيم سيدا جليلا عظيم الشأن و من علماء عصره البارزين، و روي الحديث عن آبائه [2] ، و نقل ابن شدقم عن جده ان ابراهيم كان عالما فاضلا كاملا من أئمة الزيدية، و كان شيخا كبيرا كريما [3] ، و قال الشيخ المفيد: كان ابراهيم شيخا كريما [4] .

و مما يدل علي نباهة شأنه ان الامام موسي (ع) جعله من جملة أوصيائه في الظاهر لأجل التنويه باسمه و التشريف له و اعلاء مكانته، و نعرض بعض أحواله.


پاورقي

[1] رجال بحر العلوم 1 / 424 - 432.

[2] غاية الاختصار، لتاج الدين.

[3] تحفة الازهار.

[4] الارشاد.