بازگشت

الالحاد و الزندقة


و ظهرت الحركة الالحادية في العصر العباسي الأول، و انتشرت فيه المبادي ء الشاذة الداعية الي الفوضي و التفسخ، و قد اعتنقها جمع من البسطاء الذين تلونهم الدعاية كيفما شاءت، فانطلقوا بغير وعي و لا هدي معهم، ولكن أئمة اهل البيت (ع) مع اعلام تلاميذهم من قادة الفكر الاسلامي قد تصدوا الي مناهضة ذلك الغزو العقائدي، و تزييف الافكار الوافدة، ورد شبهات الملحدين، و انقاذ المسلمين منها.

لقد بذل الامام الصادق (ع) جميع جهوده في انقاذ الوطن الاسلامي من الملحدين و المضللين، و عمل معه في ميدان هذا الجهاد المقدس ولده الامام موسي (ع)، كما قام معهما جماعة من تلامذتهما ممن تسلحوا بالمناهج العقلية، و عرفوا بقوة البيان، و حسن الرأي، و نفاذ البصيرة، و قوة الحجة فعقدوا المجالس و المناظرات في الاماكن العامة، و في بيوت الوزراء و الملوك و خاضوا مع الملحدين في المباحث الكلامية، و قد اثبتوا بقوة البرهان و الدليل زيف تلك العقائد حتي ان جماعة من اعلام الدهريين قد رجعوا عن افكارهم و ثابوا الي طريق الحق و الصواب... كما ان الحكومات المحلية قد قامت بدورها باضطهاد الملحدين و تنكيلهم، ولكن بمزيد الأسف كانت الحملة علي الابرياء اكثر منها علي الزنادقة، و قد اتخذت تهمة الالحاد وسيلة الي زج الابرياء في السجون، و لابد لنا من الحديث - ولو اجمالا - عن هذا



[ صفحه 123]



الموضوع الخطير الذي هو من أهم الاحداث التي جرت في العصر العباسي.