بازگشت

تقواه و عبادته


كان أحمد من عيون المتقين و الصالحين، و قد أعتق الف مملوك [1] متقربا بها الي الله تعالي، و قد نظم ذلك بعض الشعراء بقوله:



شاه جراغ [2] أحمد بن كاظم

اعتق الفاسيد الأعاظم [3] .



و مما يدل علي صلاحه و ورعه أنه لما شاع خبر وفاة الامام موسي في المدينة اجتمع أهلها علي باب ام أحمد، و خرج الناس و معهم أحمد و قد ظنوا أنه الامام من بعد أبيه و ذلك لما عليه من الجلالة و وفور العبادة و اظهار تعاليم الاسلام فظنوا أنه هو الخليفة و الامام بعد أبيه، فبايعوه بالامامة فأخذ منهم البيعة، و صعد المنبر و خطب الناس خطبة بليغة كانت في منتهي البلاغة و الفصاحة، ثم قال: «أيها الناس، كما أنكم جميعا في بيعتي فاني في بيعة أخي علي بن موسي الرضا، و اعلموا أنه الامام و الخليفة من بعد أبي و هو ولي الله، و الفرض علي و عليكم من الله و الرسول طاعته بكل ما يأمرنا، فكل من كان حاضرا خضع لكلامه، و خرجوا من المسجد يقدمهم أحمد، و حضروا عند الامام الرضا (ع) فأقروا بامامته [4] و في هذا الخبر دلالة علي ايمانه و تقواه، و ذهبت بعض فرق الشيعة المنقرضة الي امامته



[ صفحه 412]



و ادعت أنه الامام بعد أبيه.


پاورقي

[1] الارشاد، تحفة العالم.

[2] شاه جراغ: كلمة فارسية معناها ملك الضياء.

[3] منظومة نخبة المقال: ص 14.

[4] تحفة العالم.