بازگشت

وفاته


و المشهور انه توفي وفاة طبيعية، فقد ذكر معين الدين المتوفي حدود (791 ه) أن السيد الامير أحمد بن موسي قدم شيراز فتوفي بها في أيام المأمون بعد وفاة أخيه علي الرضا (ع) [1] و ذكرت بعض المصادر أنه قتل



[ صفحه 413]



شهيدا و ذلك حينما بلغه غدر المأمون بأخيه الرضا (ع) و كان آنذاك في بغداد فحزن عليه حزنا شديدا، و خرج من بغداد للطلب بثأره و كان معه ثلاثة آلاف من احفاد الأئمة الطاهرين قاصدين حرب المأمون، و لما وصلوا الي قم حاربهم عاملها، فاستشهد جماعة من أصحابه فرحل الي الري فحاربه عاملها فاستشهد جماعة من أصحابه، ففروا حتي وصلوا الي «اسفراين» احدي نواحي خراسان، فنزلوا في أرض سبخة بين جبلين، فهجم عليهم عسكر المأمون فحاربهم و قتلهم و استشهد أحمد و دفن هناك، و قبره يزاز في ذلك الموضع، و علق السيد محسن الأمين رحمه الله علي ذلك بقوله: و هذا غريب مخالف للمشهور من أن مشهده بشيراز، و أضاف يقول: ان هذا الخبر يشبه أن يكون من الاقاصيص و الحكايات الموضوعة [2] .

و مهما يكن من أمر فان المعروف انه توفي في شيراز و دفن هناك [3] و يعرف قبره قبل بسيد السادات، و يعرف الآن «بشاه جراغ» [4] و بقي قبره مخفيا، ولكنه ظهر في عهد الامير مقرب الدين مسعود بن بدر، فبني عليه بناءا. و قيل وجد في قبره كما هو صحيحا طريا لم يتغير، و في يده خاتم نقش عليه «العزة لله، أحمد بن موسي» فعرفوه به، ثم بني عليه الاتابك أبوبكر بناءا أرفع من البناء الاول، و عمرته أخيرا الخاتون تاشي، و كانت امرأة صالحة زاهدة عرفت بالعبادة و النسك، فبنت علي المرقد الشريف قبة رفيعة و بنت بجنبها مدرسة عالية و جعلت مرقدها بجواره و ذلك في سنة» 750 ه» [5] وحدت الرحالة الشهير أبوعبدالله الطنجي



[ صفحه 414]



المعروف بابن بطوطة عن زيارته للمرقد الكريم و عن تكريم الشعب الايراني النبيل لذلك الضريح المقدس قال: تحت عنوان «ذكر المشاهد بشيراز» فمنها مشهد أحمد بن موسي أخي الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، و هو مشهد معظم عند اهل شيراز، يتبركون به، و يتوسلون الي الله بفضله، و بنت عليه طاش خاتون أم السلطان أبي اسحاق مدرسة كبيرة و زاوية فيها الطعام للوارد و الصادر، و القراء يقرؤون القرآن علي التوبة دائما، و من عادت الخاتون، أنها تأتي الي هذا المشهد في كل ليلة اثنين و يجتمع في تلك الليلة القضاة و الفقهاء و الشرفاء، و شيراز من اكثر بلاد الله شرفاء سمعت من الثقات ان الذين لهم بها المرتبات من الشرفاء الف و أربعمائة و نيف بين صغير و كبير، و نقيبهم عضد الدين الحسيني فاذا حضر القوم بالمشهد المبارك ختموا القرآن قراءة في المصاحف، و قرأ القراء بالاصوات الحسنة، و أوتي بالطعام و الفواكه و الحلواء، فاذا اكل القوم وعظ الواعظ، و يكون ذلك كله من بعد صلاة الظهر الي العشاء، و الخاتون في غرفة مطلة علي المسجد لها شباك ثم تضرب الطبول و الانقار و البوقات علي باب التربة كما يفعل ذلك عند ابواب الملوك [6] ، الي هنا ينتهي بنا الحديث عن ترجمة هذا السيد الجليل.


پاورقي

[1] الكني و الألقاب: 2 / 317 نقلا عن كتاب شد الازار في حط الاوزار للسيد المعين.

[2] اعيان الشيعة: 1 / 286 - 287.

[3] فلك النجاة: ص 337.

[4] جامع الانساب: ص 77، منتهي المقال، الكني و الألقاب.

[5] شد الازار: ص 292.

[6] تحفة النظار في غرائب الامصار و عجائب الاسفار: 1 / 127.