بازگشت

منشأ الالحاد


الالحاد ظاهرة نفسية من أخطر الأمراض الاجتماعية، و أشدها فتكا بحضارة الانسان و تقدمه، و هو يدعو الي انكار الخالق العظيم، و جحود البعث، و تكذيب الرسل.. و الاعتقاد بأن الانسان لا يخضع لقوة اخري و ان حياته و جميع شؤونه انما هي من تدبيره و صنعه.

و ينشأ هذا الداء من ثورة عنيفة في النفس تفصل يقظة الاحساس عن العقيدة و الايمان بالله، و هي اما ان تكون منبعثة من شهوات النفس أو من مرض الحرمان العالق بها [1] .

ان الانسان اذا اصيب بهذا الداء الخطير فان الحواجز النفسية التي تصده عن ارتكاب الاثم و المنكر تنهار انهيارا كليا، و تنمحي عن النفس جميع النزعات الخيرة، و يسدر الانسان في تيارات قاتمة من الظلمة و التمرد و الي ذلك يشير الذكر الحكيم بقوله: «و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات».

ان النفس اذا تمادت في الاثم فانها تنطلق بغير هوادة في ميادين سحيقة من الرذائل، لا يعوقها عنها أي قانون في العالم، و من ثم كانت التربية الدينية ضرورة اجتماعية لأنها تعني بتهذيب الضمير و توجيه الانسان الوجهة الصالحة، و تغرس في اعماق النفس جميع النزعات الفذة التي تبعثه علي الايمان بالله و اليوم الآخر، و تصده عن ارتكاب الجرائم و الموبقات... و لما انعدمت هذه التربية واجهت الانسانية سيلا من المشاكل في مبادين



[ صفحه 124]



السلوك و الاخلاق، و انعدام الروابط الاجتماعية و غيرها من القيم الانسانية.

و علي أي حال فان الالحاد و سائر النزعات الشريرة تشكل خطرا هائلا علي المجتمع الانساني، و تنذر بالدمار الشامل لجميع مقومات الحياة.


پاورقي

[1] حقيقة النفس و امراضها.