بازگشت

وفاته


و أقام القاسم في «سوري» طيلة حياته القصيرة الأمد، و هو يعاني ألم الغربة و الخوف من السلطة، و قد أحاطت به الهواجس، و راودته الآلام القاسية التي جرت علي أهله و اسرته، و كان اعظم ما يحز في نفسه ما حل بأبيه موسي (ع) من الرزء القاصم، و اعتقاله في ظلمات السجون، و تشريد اخوانه، و غير ذلك من النكبات و الأرزاء، و قد نخر الحزن قلبه و أضناه السقام، حتي دنا اليه الموت و هو في فجر الصبا و ريعة العمر... و لما شعر بدنو الأجل المحتوم و القدوم علي الله، عرف نفسه، فقد فات ما كان يحذر منه، ثم لفظ انفاسه الأخيرة، فوالهفتاه علي ما عاناه ابناء النبي صلي الله عليه و آله من المحن و الخطوب التي لم يعهد لها نظير في فضاعتها و مرارتها.

و قام المسلمون في تلك المنطقة، و هم يذرفون الدموع علي تقصيرهم تجاه حفيد نبيهم الذي لم يوفوه حقه لجهلهم به، و واروا جثمانه الطاهر في مقره الأخير، و قد واروا معه العلم و التقوي و الصلاح... أما سنة وفاته فلم نعثر عليها، و المظنون قويا أنه توفي في عهد هارون، و ليس من المقطوع به أنه توفي في عهد المأمون، و ذلك لعدم أختفاء العلويين في عهده.



[ صفحه 432]