محمد
يكني أباابراهيم، كان كريما جليلا، موقرا يعرف بالعابد لكثرة و ضوئه و صلاته، فكان في كل ليلة يتوضأ و يصلي، و يرقد قليلا ثم يقوم لعبادة الله تعالي حتي ينبلج نور الصبح، قال بعض شيعة أبيه: ما رأيته قط الا ذكرت قول الله تعالي: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون» [1] و قال الرواة انه دخل شيراز و اختفي بها و أخذ يستنسخ القرآن الكريم، و من أجرته اعتق الف مملوك [2] .
اعقب سبعة اولاد منهم أربع بنات و هن: السيد حكيمة، و كلثم، و بريهة، و فاطمة، و الرجال: جعفر و محمد و ابراهيم [3] الذي يعرف بالمجاب و سبب تلقيبه بذلك - فيما يقول المؤرخون - انه سلم علي قبر جده الامام الحسين (ع) فسمع صوت من القبر الشريف: و عليك السلام يا ولدي [4] و قد ظهر علي العباسيين و استولي علي الجزيرة، و قد دفن بجوار جده الامام الحسين، و فيه يقول بعض ولده مفتخرا به و بجده الامام موسي (ع):
من اين للناس مثل جدي
موسي و ابنه المجاب
اذ خاطب السبط و هو رمس
اجابه اكرم الجواب [5] .
[ صفحه 435]
و عقب محمد بن ابراهيم [6] توفي السيد الزكي محمد بشيراز، و دفن فيها و كان قبره مخفيا الي زمان بك بن سعد بن زنكي فبني له قبة في محلة «باغ قتلغ» و قد جدد بناؤه عدة مرات في زمان السلطان نادر خان، و في سنة» 1296 ه» رممه النواب أويس بن النواب الاعظم الشاه زاده فرهاد القاجاري [7] و في الوقت الحاضر له مزار يتبرك به و تسكنه السادة الأخيار و الصلحاء الأبرار، و تعقد له النذور [8] .
پاورقي
[1] الفصول المهمة: ص 256.
[2] تحفة العالم: 2 / 31.
[3] تنقيح المقال: 3 / 192.
[4] غاية الاختصار، اعيان الشيعة: 5 / 463، تذكرة الانساب.
[5] اعيان الشيعة: 5 / 463.
[6] تنقيح المقال: 3 / 192.
[7] تحفة العالم: 2 / 31.
[8] جامع الأنساب: ص 108.