بازگشت

اسباب سجنه


و لابد لنا من الحديث عن الاسباب التي دعت الرشيد لسجن الامام موسي عليه السلام، و اعتقاله في غياهب السجون، و ظلمات الطوامير بعيدا عن أهله و وطنه، و محروما من الالتقاء بشيعته، و لعل ذلك - فيما نحسب - من اقسي المحن و الخطوب التي عاناها في حياته.

لقد اطلنا الحديث عن ملوك عصره، و دراسة شؤونهم، و ما أثر عنهم في الميادين السياسية و الاجتماعية، و ما قاموا به من الاضطهاد البالغ لعموم المسلمين و للشيعة بصورة خاصة، كما أسهبنا بعض الاسهاب في بيان ما اتسم به عصر الامام من المشاكل الجسام و الأحداث، و عرضنا بصورة مفصلة تراجم اصحابه و رواة حديثه و علومه، فان اطالة البحث في ذلك قد يعد خروجا عن الموضوع، ولكنا لم نر بدا من عرض ذلك فان الاحاطة به أمر لابد منه لمن يريد دراسة شخصية تعد في القمة من المجتمع الاسلامي، و من الطبيعي ان الوقوف علي ذلك يكشف لنا جانبا كبيرا من حياة الامام (ع).

و نعتقد بأن القراء يهمهم الاطلاع - قبل كل شي ء - علي الأسباب التي سجن من أجلها الامام، و التعرف علي دور محنته الكبري أيام اضطهاده في سجن الطاغية هارون، و سنذكر ذلك كله مشفوعا بالتفصيل، و فيما يلي بعض علل اعتقاله.