بازگشت

استعفاؤه عن ذلك


ولما وصلت أوامر الرشيد لعيسي باغتيال الامام (ع) ثقل عليه الأمر فجمع خواصه وثقاته فعرض عليهم الامر فأشاروا عليه بالتحذير من ارتكاب الجريمة، فاستصوب رأيهم، و كتب الي الرشيد رسالة يطلب فيها اعفاءه عن ذلك، و هذا نصها.

«يا أميرالمؤمنين، كتبت الي في هذا الرجل، و قد اختبرته طول مقامه بمن حبسته معه عينا عليه، لينظروا حيلته، و أمره و طويته ممن له المعرفة و الدراية، و يجري من الانسان مجري الدم، فلم يكن منه سوء قط، و لم



[ صفحه 468]



يذكر أميرالمؤمنين الا بخير، و لم يكن عنده تطلع الي ولاية، و لا خروج و لا شي ء من أمر الدنيا، و لا دعا قط علي أميرالمؤمنين، و لا علي احد من الناس، و لا يدعو الا بالمغفرة و الرحمة له و لجميع المسلمين مع ملازمته للصيام و الصلاة و العبادة، فان رأي أميرالمؤمنين أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلمه مني و الا سرحت سبيله، فاني منه في غاية الحرج» [1] .

و دلت هذه الرسالة علي اكبار عيسي و تقديره البالغ للامام (ع)، فقد راقبه و وضع العيون عليه فلم يره الا مشغولا بذكر الله وطاعته، و لم يتعرض لذكر أحد بسوء حتي الظالمين له، لذا خاف عيسي، و راقب الله من اغتياله، و قد بقي (ع) في سجن عيسي سنة كاملة [2] و قد عاني فيها آلام السجن و مرارة القيود.


پاورقي

[1] البحار، الفصول المهمة.

[2] البحار.