بازگشت

اشراف هارون عليه


كان هارون يتوجس في نفسه الخوف من الامام (ع) فلم يثق بالعيون التي وضعها عليه في سجنه، فكان بنفسه يراقبه، و يتطلع علي شؤونه خوفا من أن يتصل به أحد من الناس، أو يكون الفضل قد رفه عليه، فأطل من أعلي القصر علي السجن فرأي ثوبا مطروحا في مكان خاص لم يتغير عن



[ صفحه 472]



موضعه فقال للفضل:

- ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟!

- يا أميرالمؤمنين، ما ذاك بثوب، و انما هو موسي بن جعفر له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس الي وقت الزوال.

فتبهر هارون و قال:

- أما ان هذا من رهبان بني هاشم!

و التفت اليه الربيع بعد ما سمع منه اعترافه بزهد الامام قائلا له:

- يا أميرالمؤمنين: ما لك قد ضيقت عليه في الحبس؟!!

فأجابه هارون بما انطوت عليه نفسه من الشر و فقدان الرأفة قائلا:

«هيهات: لابد من ذلك» [1] .

ان هارون يعلم منزلة الامام و عزوفه عن الدنيا، و اقباله علي الله ولكن حبه للدنيا و حسده له هو الذي دفعه الي ذلك.


پاورقي

[1] البحار: 11 / 298.