بازگشت

اضطراب السندي


و لما أقدم السندي علي ارتكاب الجريمة الخطيرة، اضطرب اضطرابا شديدا، و خاف خوفا بالغا من المسؤلية أمام الشيعة و العلويين، فاستدعي الشخصيات و الوجوه الي قاعة السجن، و كانوا ثمانين شخصا - كما حدث بذلك بعض شيوخ العامة - يقول: احضرنا السندي، فلما حضرنا، انبري الينا فقال:

«انظروا الي هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فان الناس يزعمون أنه قد فعل به مكروه، و يكثرون من ذلك، و هذا منزله و فراشه موسع



[ صفحه 512]



عليه غير مضيق، و لم يرد به أميرالمؤمنين - يعني هارون - سوءا و انما ينتظره أن يقدم فيناظره، و ها هو ذا موسع عليه في جميع أموره فاسألوه».

يقول ذلك الشيخ: و لم يكن لنا هم سوي مشاهدة الامام و مقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قط في فضله و نسكه فانبري الينا و قال لنا:

«أما ما ذكر من التوسعة، و ما أشبه ذلك، فهو علي ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في تسع تمرات، و اني أصفر غدا و بعد غد أموت».

و لما سمع السندي ذلك انهارت قواه، و مشت الرعدة بأوصاله و اضطراب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة [1] فقد أفسد عليه الامام مارامه من الحصول علي البراءة من المسؤولية في قتله.

و روي أنه علي أثر ذلك أمر بالامام (ع) فلف في بساط و أجلس الفراشين عليه حتي فارق الحياة.


پاورقي

[1] روضة الواعضين: ص 185 - 186، عيون الأخبار، الأمالي، و جاء في البحار ان الامام (ع) التفت الي الشهود، فقال لهم: اشهدوا علي أني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام، اشهدوا اني صحيح الظاهر، لكني مسموم و سأحمر في هذا اليوم حمرة شديدة و أبيض بعد غد، و أمضي الي رحمة الله و رضوانه، فمضي (ع) كما قال: في آخر اليوم الثالث، و جاء في قرب الاسناد للحميري أنه (ع) قال للشهود: اني سقيت السم في سبع تمرات.