وضعه علي الجسر
يا لله يا للمسلمين، مثل الامام موسي (ع) سبط النبي، و امام المسلمين و سيد المتقين و العابدين، و عملاق الفكر الاسلامي يلقي علي جسر الرصافة و هو ميت ينظر اليه القريب و البعيد و تتفرج عليه المارة، قد أحاطت بجثمانه المقدس الشرطة، و كشفت وجهه للناس قاصدين بذلك انتهاك حرمته و الحط من كرامته، و التشهير به، و لم يرع هارون الرحم الماسة التي بينه و بين الامام، و لا حرمته و هو ميت، و قد قيل:
و احترام الاموات حتم و ان كا
نوا بعادا فكيف بالقرباء
لقد حاول الرشيد بفعله هذا اذلال الشيعة و اهانتهم، و قد اثر ذلك في نفوسهم أي تأثير، فظلوا يذكرونه في جميع مراحل تأريخهم مقرونا باللوعة و الحزن، و اندفع شعراؤهم الي نظم هذا الحادث المفجع مقرونا بالأسي و الحسرات، يقول المرحوم الشيخ محمد ملة:
من مبلغ الاسلام أن زعيمه
قد مات في سجن الرشيد سميما
فالغي بات بموته طرب الحشا
و غدا لمأتمه الرشاد مقيما
ملقي علي جسر الرصافة نعشه
فيه الملائك أحدقوا تعظيما
و قال الخطيب الفذ المرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي:
مثل موسي يرمي علي الجسر ميتا
لم يشيعه للقبور موحد
حملوه و للحديد برجليه هز
يج له الأهاضب تنهد
لقد ملي ء الرشيد قلوب الشيعة بالحقد و الحنق، و تركهم يرددون ذلك الاعتداء الصارخ علي كرامة امامهم في جميع مراحل تأريخهم.
[ صفحه 522]