بازگشت

احتجاجات الأئمة معهم


و تميز رد أئمة اهل البيت (ع) علي الملحدين بالمنطق العلمي و الأدلة الحاسمة التي تثبت اصالة العقيدة الاسلامية بجميع مناحي تشريعاتها، و زيف اضاليل الملحدين، و بطلان معتقداتهم، و كان تأثير تلك الاحتجاجات في نفوسهم أقوي من جميع الوسائل التي استخدمتها الحكومات المحلية لقمعهم، فقد التجأت بعد أن أعوزها المنطق الي قوة الحديد و النار و الزج في السجون الي قهرهم و ابادتهم، ولكن هذا سلاح العاجزين فان المبادي ء لا يمكن أن ترد أو تقهر الا بالوسائل العلمية و يستحيل أن تغلب بغير ذلك.

و قد اعتمد أئمة أهل البيت (ع) في احتجاجاتهم علي الوسائل العلمية الحافلة بجميع أساليب الاقناع، و التي لم تدع مجالا للشك أو الريبة في بطلان معتقدات خصومهم، و قد اعترف كثيرون منهم بضلال ما هم فيه، و ثابوا الي طريق الحق و الصواب كما ادلي بعضهم بان الأئمة سادة البشر، و ان الانسانية الكاملة لا يصح اطلاقها الا عليهم، و قد اعترف بذلك ابن المقفع و عبدالكريم بن أبي العوجاء حينما كانا يلاحظان طواف المسلمين حول الكعبة



[ صفحه 140]



فقال ابن المقفع لاصحابه: «ليس واحد من هؤلاء - و اشار الي من في البيت الحرام - يستحق اسم الانسانية الا هذا - و اشار الي الامام جعفر بن محمد (ع) - اما الباقي فرعاع و بهائم».

و بادر ابن أبي العوجاء الي الامام الصادق (ع) فقال له:

«رحمك الله أيها الشيخ، أي شي ء نقوله نحن:؟ و أي شي ء يقولونه هم؟ ما نؤمن به، و ما به يؤمنون واحد».

فاجابه الامام (ع):

«اني لما تقول: ان يكون كما يقولون: هم يقولون بالمعاد و الوعيد، و ان للسماء الها و بها عمرانا، بينما تزعمون أن السماء خراب، و ليس بها أحد».

قال عبدالكريم:

«لو كان الأمر كما تقول: فما منع الله من الظهور لجميع خلقه، و دعاهم الي عبادته حتي لا يصبح اثنان منهم علي خلاف؟ لماذا اختفي عنهم و مع ذلك أرسل اليهم رسلا؟ لو كان قد ظهر بذاته لكان ذلك أسهل الي الاعتقاد به».

فأجابه الامام:

«كيف اختفي من أظهر قدرته في نفسك أنت و في نمائك؟»، و أخذ الامام (ع) يدلي عليه بالحجج و البراهين علي وجود الله، و انهزم ابن أبي العوجاء مهرولا الي اصحابه، و هو يقول لهم: «ما هذا ببشر!! و ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا و يتروح اذا شاء باطنا فهو هذا - و اشار الي الامام (ع) [1] .

و لابد لنا من وقفة قصيرة الي ذكر بعض الاحتجاجات التي أثرت عنهم، و فيما يلي ذلك:



[ صفحه 141]




پاورقي

[1] من تأريخ الالحاد في الاسلام: ص 68 - 69.