بازگشت

علمه تعالي


و رفع الي الامام سؤال عن علم الله تعالي جاء فيه (هل ان الله كان يعلم الاشياء، قبل أن خلق الاشياء و كونها، او انه لم يعلم ذلك حتي خلقها و أراد خلقها و تكوينها، فعلم ما خلق عندما خلق و ما كون عندما كون).

فأجاب (ع):

«لم يزل الله عالما بالاشياء قبل أن يخلق الاشياء كعلمه بالاشياء بعد ما علم خلق الاشياء» [1] .

و كتب اليه محمد بن حمزة رسالة يسأله فيها عن علم الله و هذا نصها: «ان مواليك اختلفوا في العلم، فقال بعضهم: لم يزل الله عالما قبل فعل الاشياء، و قال بعضهم: لا نقول: لم يزل الله عالما لأن معني يعلم يفعل فان أثبتنا العلم فقد أثبتنا في الازل معه شيئا، فان رأيت جعلني الله فداك أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه و لا أجوزه» فكتب (ع) اليه:

«لم يزل الله عالما تبارك و تعالي ذكره» [2] .

و كان جوابه (ع) عن هذه المسألة مجملا نظرا لقصر فهم السائل عن ادراك الجواب فان هذه المسألة من أشكل المسائل الفلسفية و قد وقع الاختلاف



[ صفحه 151]



فيها بين أعاظم الفلاسفة القدامي فالمشائيون تبعا لمعلمهم ارسطاطاليس ذهبوا الي أن علمه تعاني بالاشياء متقدم عليها، و الاشراقيون تبعا لمعلمهم افلاطون ذهبوا الي أن علم الله عز اسمه بالاشياء مقارن لايجاد الشي ء و قد استدل الفريقان بأدلة كثيرة فيها لون من الغموض و الابهام و حيث ان السائل لم يفقه امثال هذه البحوث فلذا اجمل (ع) في جوابه.


پاورقي

[1] أصول الكافي: 1 / 107.

[2] أصول الكافي: 1 / 107.