بازگشت

تشكيل الخلايا


و انشأت الشيعة في عصورها الأولي احزابا سرية، و قد استطاعت تلك الاحزاب ان تشكل الخلايا و المنظمات، و كان علي رأس كل منظمة و خلية رئيس يشرف عليها يسمي «الداعي» [1] و قد كان لها دور خطير



[ صفحه 188]



في المجتمع الدولي انذاك، فقد استطاعت أن تقيم حكما يحمل طابع التشيع في بعض الاقاليم الاسلامية، فقد تأسست لهم دولة في المغرب اقامها عبيدالله المهدي سنة (296 ه) و امتدت رقعتها الي صقلية و جنوب ايطاليا كما اقاموا دولة في مصر علي يد القائد العظيم جوهر الصقلي سنة (358 ه) كما اسسوا دولة (الموت النزارية في فارس) سنة (483 ه) علي يد الحسن ابن الصباح، و أسسوا لهم دولة في البحرين علي يد الحسن الاهوازي، و حمدان بن الاشعث، و ابي سعيد الجنابي بن مهروية سنة (270 ه).

و قد أقامت الدولة الفاطمية في مصر جامع الأزهر، و هو أول مؤسسة شيعية علمية في ذلك العصر، كما اقامت القلاع و الحصون المنيعة في ديار الشام.

و مرد ذلك النجاح السياسي الخطير يرجع الي المنظمات السرية التي انشأوها في عصورهم الأولي، كما كانت لهم سجلات تحتوي علي اسماء الدعاة للشيعة، و قد عمد محمد بن عبدالله الي احراقه بالنار حينما احس بالخذلان و عدم النصر [2] و كذلك كانت هناك سجلات خاصة سرية باسماء الشيعة عند بعض اصحاب الأئمة [3] و قد جهدت السلطات الحاكمة آنذاك علي العثور عليها فلم تتمكن.

و علي أي حال فان تلك الخلايا قد قامت بدور مهم ضد الحكم القائم، و بلورت العقلية الاجتماعية، و فتحت الطريق امام الثوار، و المناضلين لتحرير بلادهم من الذل و الجور، كما عملت علي نشر التشيع في جميع الاقاليم الاسلامية حتي أصبح قوة كبيرة، و صار من العسير ارغام معتنقيه و اخضاعهم الي رغبات السلطة، الأمر الذي الجأ المأمون الي أن يعقد ولاية



[ صفحه 189]



العهد للامام الرضا عليه السلام.


پاورقي

[1] العقيدة و الشريعة في الاسلام: ص 177.

[2] عمدة الطالب: ص 82.

[3] رجال النجاشي.