بازگشت

السجود لله شكرا للنعمة


جاء في الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عطية عن هشام بن أحمد قال: كنت أسير مع أبي الحسن (ع) في بعض أطراف المدينة فخر ساجدا فأطال و أصال، ثم رفع رأسه و ركب دابته فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟! فقال: انني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأجببت أن أشكر ربي [1] .



[ صفحه 67]



ان هذا السلوك الروحي يوحي الينا بالحاجة الدائمة الي الانفتاح علي الله في كل الحالات، و في كل المواقع، بحيث يطوف الانسان في كل أوضاع حياته لينظر مواضع نعمة الله عليه، و موقعها من حياته ليتذكر الطاف الله به فيزداد معرفة له، و اعترافا بجميله، فيشكره علي ذلك بالكلمة و الفكرة و السجود.. ليؤكد بذلك الاحساس بعبوديته لله و حاجته اليه، ليعبر عن ذلك فيدفعه التعبير الي تجسيد الموقف في كيانه بكل الوسائل.

و هذا هو الذي ينمي في الانسان الشعور بحضور الله الدائم من خلال استحضار مفردات نعم الله في حياته مما يثير في نفسه انفتاح حياته اليومية علي الله في كل شي ء، فلا تبقي صورة الله عنده مجرد حالة عقلية تنطلق من خلال المعادلات الفكرية التي تؤكد وجوده و وحدانيته، بل تتحول الي حالة وجدانية ترتبط بالاحساس و المعاناة اليومية.. و هذا هو الأسلوب القرآني الذي يوجه الناس الي معرفة الله من خلال مواقع عظمته في خلقه و مواقع نعمه في حياتهم.

و قد ينبغي لنا أن نثير ذلك في حركة التربية الاسلامية علي مستوي توجيه الناس الي التأمل و الي الممارسة العملية في الشكر المتجسد بالسجود و أمثاله، كأسلوب حي عملي في تعميق المعرفة بالله.



[ صفحه 69]




پاورقي

[1] الكافي ج 2 ص 98.