بازگشت

الامام يتحدي الرشيد


و كان الامام الكاظم (ع) فيما ترويه سيرته يتصرف بين وقت و آخر بطريقة تحمل الكثير من التحدي للرشيد في القضايا التي يرتكز عليها في



[ صفحه 83]



شرعية موقعه في الخلافة.

فمن ذلك ما رواه الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان، عن بعض أصحابنا قال: حضرت أباالحسن الأول عليه السلام و يقصد به الامام الكاظم (ع) و هارون الرشيد و عيسي بن جعفر و جعفر بن يحيي بالمدينة قد جاؤوا الي قبر النبي (ص) فقال: هارون لأبي الحسن تقدم فأبي فتقدم هارون فسلم و قام ناحيته و قال عيسي بن جعفر لأبي الحسن تقدم فأبي فتقدم عيسي فسلم و وقف مع هارون فقال جعفر لأبي الحسن تقدم فأبي تقدم جعفر فسلم و وقف مع هارون فتقدم أبوالحسن عليه السلام فقال: السلام عليك يا أبة أسأل الله الذي اصطفاك و اجتباك و هداك و هدي بك أن يصلي عليك فقال هارون لعيسي: سمعت ما قال قال: نعم فقال هارون: أشهد أنه أبوه حقا [1] فنحن نلاحظ أن الامام أراد الايحاء اليهم بأنه صاحب البيت و لذلك قدمهم علي نفسه للسلام علي رسول الله (ص) ثم كان خطابه للنبي بصفة الأبوة ليشير الي الرشيد بأن الخلافة اذا كانت بالقرابة كما يدعي بنوالعباس، فأنه أولي منه بها لأنه أقرب الي النبي منه.

و من ذلك ما رواه صاحب المناقب عن كتاب أخبار الخلفاء أن هارون الرشيد كان يقول لموسي بن جعفر: خذ فدكا حتي أردها اليك فيأبي حتي ألح عليه فقال (ع): لا أخذها الا بحدودها قال: و ما حدودها قال: ان حددتها لم تردها قال: بحق جدك الا فعلت قال: أما الحد الأول فعدن، فتغير وجه الرشيد و قال: أيها، قال: و الحد الثاني سمرقند، فاربد وجهه قال: و الحد الثالث أفريقية فاسود وجهه و قال هيه قال: و الرابع سيف البحر مما يلي الجزر و أرمينية قال الرشيد: فلم يبق لنا شي ء فتحول الي مجلسي قال موسي: قد أعلمتك أنني ان حددتها لم تردها فعند ذلك عزم علي قتله [2] .



[ صفحه 84]



و نلاحظ في هذه الرواية علي تقدير صحتها - أن الامام الكاظم عليه السلام أراد أن يؤكد للرشيد أن القضية لدي أئمة أهل البيت (ع) ليست مسألة أرض محدودة كان لهم الحق فيها فيما طالبت به فاطمة الزهراء عليهاالسلام أبابكر ليرجع اليهم حقهم اذا أرجعها الرشيد اليهم، بل القضية هي الخلافة نفسها فيما تمثله من الولاية علي المسلمين في ادارة شؤونهم العامة و الخاصة في كل بلاد المسلمين التي يسيطر عليها، هو و أسلافه..

لأنهم وحدهم هم الذين يمثلون الشرعية الاسلامية في ذلك كله.


پاورقي

[1] الكافي 1 / 553.

[2] المناقب ج 3 ص 413.