بازگشت

لابد من دراسة السند في مصادر حياة الأئمة


و هناك نقطة مهمة في دراسة حياة الأئمة في كل جوانبها، و هي التركيز علي دراسة السند علي الأصول المعتبرة في تصحيح الحديث، لأن ذلك هو الذي يعطينا الصورة القريبة من الواقع لشخصية الامام في حياته العملية و علاقاته بالناس، و بالحكم و الحاكمين، لأن نسبة أي فعل أو قول أو علاقة للامام، تعني اعطاء صورة عن الاسلام في شخصه باعتباره الامام المعصوم المفترض الطاعة.. الذي يعتبر في قوله و فعله صورة عن الخط العملي للاسلام مما ينعكس سلبا أو ايجابا علي التصور الفكري لشخصية الامام و حركة الاسلام في حياته، لا سيما اذا كانت المسألة تتصل بالجانب العقيدي في الالتزام الفكري بصفة الامام، فيما هي عقيدة الامامة، في تفاصيلها المتنوعة لأن الأخذ بأي حديث، مهما كانت قيمته، يدخل الكثير من الأشياء غير الحقيقة في هذا الأصل المهم من أصول التصور الفكري للانسان المسلم..

و قد يري بعض الناس أن علينا أن نتسامح في قصص السيرة أو التاريخ بشكل عام كما نتسامح في أدلة السنن ما لم يترتب عليه معصية لله في ترك واجب أو فعل حرام، فلا مشكلة من هذه الجهة علي صعيد الالتزام الاسلامي... و هذا هو الذي أدي الي التساهل في التدقيق في أحاديث الفضائل و المعاجز و نحوها من الأمور التي تتصل بالجوانب الشخصية للنبي أو للامام، مما لا يؤدي الي أي ضرر في الاسلام ولكننا نري أن المسألة ليست بهذه السهولة، لأنها ترتبط بالمفاهيم الاسلامية العامة فيما هي القيمة الدينية، و فيما هي الخصائص الذاتية للنبي أو للامام... مما قد يؤكد الصدق فيه مفهوما اسلاميا معينا أو يؤكد الكذب فيه انحرافا عن التصور الصحيح.

و اننا نري أن الانحراف في مثل ذلك لا يقل خطورة عن الانحراف في الحكم الشرعي، لأنه يتصل بالعقيدة فيما هو من أصولها بينما يتصل ذلك بالفروع.



[ صفحه 16]