بازگشت

المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيد الأنبياء والمرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم علي اعدائهم أجمعين من الآن الي قيام يوم الدين:

أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمي ب:

جزاء اعداء

الامام الكاظم - صلوات الله تعالي عليه -

في دار الدنيا

و هو الجزء الثاني عشر من موسوعة:

جزاء الأعمال في دار الدنيا

أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا السعي اليسير والاقدام الأقل من القليل خالصا لكريم وجهه و احياءا لأمر أهل بيته و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحاديثهم (صلواته و سلامه تعالي عليهم).

و أسأله عزوجل بحقهم أن يرزقني البركة والخير والثواب والأجر عليه و ينفعني به يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتي الله بقلب سليم. و أسأله تعالي أن يشارك في أجره و ثوابه والدي



[ صفحه 12]



و والدتي و أهلي و اساتذتي و مشائخ اجازتي و من كان له حق علي و كذلك من يساهم في طبع و نشر هذا التراث المنيف و يؤيد المؤلف في استمرار هذا الطريق الشريف.

التنبيه علي امور:

1- الأحاديث المذكورة في هذا الكتاب انما هي منقولة من (105) كتابا تعد مصادر موسوعة:

جزاء الأعمال في دار الدنيا

2- اسم هذا الكتاب الشريف مقتبس من بعض عناوينه المذكورة فيه. و انما هو من قبيل: تسمية الشي ء بأسم بعض اجزاءه.

و هذا لا يعني أن كل من ذكر أسمه في هذا الكتاب - و اصابه من الجزاء ما اصابه - يعد من جملة اعداء الامام الكاظم - صلوات الله تعالي عليه -.

اذا تري - أيها القاري ء العزيز - في طوايا هذا الكتاب الشريف اخبارا و احاديث تتعلق ببعض اشخاص مؤمنين - لم يكونوا من جملة اعداء الأمام عليه السلام - بل انما اصابهم من الجزاء ما اصابهم. لمخالفتهم امر الأمام عليه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار عليه السلام به اليهم. و ابائهم عن قبول نصائحه عليه السلام و ارشاداته لهم - فلا تغفل -.

فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم يكونوا من جملة اعداء الامام عليه السلام. و لم يعدوا من المعاندين والمخالفين له عليه السلام - ولكنهم لما خالفوا امره عليه السلام و لم يقبلوا نصيحته و ارشاداته عليه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.



[ صفحه 13]



و قد تري - أيها العزيز - في طوايا هذا الكتاب أحاديث تذكر فيها جزاء بعض المنسوبين الي الذرية الطيبة لما صدر منهم من التجاسر الي ساحة الامام المعصوم - صلوات الله تعالي عليه - و عدم انقيادهم لمقامه الالهي و منصبه الرباني.

و لتمرد بعضهم علي الامام عليه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم عليه عليه السلام. حسدا لمقاماته العالية و حقدا لمراتبه السامية.

و ادعاء بعضهم الامامة بغير حق وسعاية بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالي عليه - الي الحكام والظلمة والطغاة. طمعا في حطام الدنيا الدنية وسعيا لأخماد نور شمس الامامة النيرة المشرقة.

و قال تعالي: يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.

و قوله تعالي: و يأبي الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

و معلوم ان مرارة امثال هذه الظلمات - التي صدرت من بعض هؤلاء المنسوبين - كان اشد و اكثر علي الامام - صلوات الله تعالي عليه - مما صدر - أمثال ذلك - من غيرهم. اذ: حسنات الابرار سيئات المقربين.



[ صفحه 14]



و قال الامام السجاد - صلوات الله تعالي عليه -:

لمحسننا كفلان من الأجر و لمسيئنا ضعفان من العذاب.

كما جاء في قوله تعالي: يضاعف لها العذاب ضعفين.

و قوله تعالي: انه ليس من أهلك. انه عمل غير صالح و جاء في الحديث - في ذيل هذه الآية -:... فأخرجه الله عزوجل أن يكون من أهله - بمعصيته -.

فأذا لا مجاملة و لا مماشاة و لا مسامحة في هذا المجال.

و ان الله تعالي لا يستحي من الحق.

كما جاء في الحديث: عدو محمد صلي الله عليه و آله من عصي الله و ان كان سيدا قرشيا و ولي محمد صلي الله عليه و آله من اطاع الله ولو كان عبدا حبشيا.

و كما جاء في حديث آخر: من خالف دين الله. فأبرء منه كائنا من كان. من أي قبيلة كان.

و من عادي الله فلا تواله. كائنا من كان. من أي قبيلة كان.

و قال الامام الرضا - صلوات الله تعالي عليه -: من لم يتق الله و لم يراقبه. فليس منا و لسنا منه.

نعم وردت هناك روايات و أحاديث تومي ء و تشير أن كثيرا من أمثال هؤلاء المنسوبين الي الذرية الطيبة. تشملهم حسن



[ صفحه 15]



العاقبة و لا يموتون الا تائبين.

كما جاء في التوقيع الشريف:

و اما سبيل عمي جعفر. فسبيل اخوة يوسف.

و انما تعرضنا لهذا التنبيه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما - تبادر في ذهن بعض الافراد. و توضيحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الي اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علي محتوياته و مضامينه.

و قد قال أميرالمؤمنين - صلوات الله تعالي عليه -:

الحق لا يعرف بالرجال. فأعرف الحق تعرف أهله.

3- تسهيلا للعثور علي الجزاء المذكور في الحديث والخبر و اطلاعا علي المعاقبة التي عوقب بها.

كتبنا ما يتعلق بالجزاء والمعاقبة بخط اوضح حتي يتميز ذلك من متن الخبر.

4- نستغفر الله تبارك و تعالي و نستعذر ساحة الامام الكاظم - صلوات الله تعالي عليه - المقدسة. من نقل بعض التجاسر - الذي تجاسر به - بعض الخبثاء من الاعداء - لساحة الامام الكاظم - صلوات الله تعالي عليه - المقدسة الألهية المعصومة الطاهرة - و درجها في هذا الكتاب و تكرار الفاظ الجسارة التي تجاسر بها هؤلاء المتجاسرون.



[ صفحه 16]



و انما اوردنا تلك الاحاديث و الأخبار كما جاءت في مصادرها و ذكرت في مظانها. من دون تغيير أو تصرف أو تبديل - من قبلنا - فيها.

5- لا يدعي مؤلف هذا التأليف بأنه ذكر جميع الأحاديث في الأبواب المناسبة لها و تحت العناوين التي تليقها و يعترف - بداية - بأنه قد لم يذكر بعض الأحاديث المناسبة لموضوع هذا التأليف في أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه - اذ الانسان محل الخطأ والسهو والنسيان.

والعصمة مخصوصة بأهلها - عليهم صلوات الرحمن -.

و هذا لا يكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزيز و عجز هذا المؤلف الفقير من التتبع الكامل في هذا المجال.

فلذا يدرج في آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان:

- الاستدراكات -

و هو متضمن للأحاديث التي لم تذكر - أحيانا - في أبوابها المناسبة لها. رغم وجودها في المصادر.

- ان شاء الله تعالي - بحق محمد و آله المعصومين - صلوات الله و سلامه تعالي عليهم أجمعين -.

العبد الفقير الي رحمة ربه الغني

السيد هاشم الناجي الموسوي الجزائري



[ صفحه 17]