بازگشت

غلام علي بن يقطين


43- عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام الي علي بن يقطين ثيابا. اكرمه بها.

و كان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب.

فأنفذ علي بن يقطين جل تلك الثياب الي أبي الحسن [1] موسي ابن جعفر عليهماالسلام.

و أنفذ في جملتها تلك الدراعة.

و أضاف اليها مالا كان اعده [2] - علي رسم له - فيما يحمله اليه من خمس ماله.

فلما أوصل [3] ذلك الي أبي الحسن عليه السلام. قبل المال والثياب.



[ صفحه 66]



ورد عليه السلام الدراعة علي يد الرسول الي علي بن يقطين.

و كتب عليه السلام اليه: احتفظ بها و لا تخرجها عن [4] يدك. فسيكون لك بها شأن تحتاج اليها معه.

فأرتاب علي بن يقطين بردها عليه [5] و لم يدر ما سبب ذلك.

و احتفظ بالدراعة.

فلما كان بعد [6] ايام. تغير [7] علي بن يقطين علي غلام كان يختص به. فصرفه عن خدمته.

و كان الغلام يعرف ميل علي بن يقطين الي ابي الحسن موسي عليه السلام [8] و يقف [9] علي ما يحمله اليه في كل وقت من مال وثياب و ألطاف و غير ذلك.

فسعي به الي [10] الرشيد. فقال [11] : انه يقول بأمامة موسي بن جعفر و يحمل اليه خمس ماله في كل سنة.

و قد حمل اليه الدراعة التي اكرمه بها أميرالمؤمنين في وقت كذا و كذا.



[ صفحه 67]



فأستشاط [12] الرشيد لذلك [13] و غضب غضبا شديدا.

و قال: لأكشفن عن هذه الحال [14] فأن كان الأمر كما تقول. أزهقت نفسه. و أنفذ [15] في الوقت [16] بأحضار علي بن يقطين.

فلما مثل - بين يديه - قال له: ما فعلت بالدراعة [17] التي كسوتك بها؟!

قال: هي - يا أميرالمؤمنين - عندي في سفط مختوم فيه [18] طيب و قد [19] احتفظت بها.

و [20] قلما اصبحت الا و فتحت السفط و نظرت اليها. تبركا بها و قبلتها ورددتها الي موضعها.

و كلما أمسيت صنعت بها [21] مثل ذلك.

فقال: أحضرها - الساعة -.



[ صفحه 68]



قال: نعم. يا أميرالمؤمنين.

فأستدعي [22] بعض خدمه. فقال له: امض الي البيت الفلاني - من داري - فخذ [23] مفتاحه من خازنتي [24] وافتحه [25] .

ثم افتح [26] الصندوق الفلاني. فجئني بالسفط الذي فيه - بختمه -.

فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط [27] مختوما.

فوضع بين يدي الرشيد.

فأمر بكسر ختمه. و فتحه.

فلما فتح. نظر الي الدراعة فيه [28] بحالها مطوية مدفونة في الطيب [29] فسكن الرشيد من غضبه.

ثم قال لعلي بن يقطين: ارددها الي مكانها و انصرف راشدا فلن اصدق [30] عليك بعدها ساعيا. و أمر أن يتبع بجائزة سنية.



[ صفحه 69]



و تقدم [31] بضرب الساعي به [32] الف سوط.

فضرب نحو خمسمائة سوط. فمات في ذلك [33] .

44- ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام الي علي ابن يقطين ثيابا. أكرمه بها.

و فيها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب.

فأنفذ ابن يقطين بها الي موسي بن جعفر عليهماالسلام مع مال كثير.

فلما وصل الي أبي الحسن عليه السلام قبل المال. ورد الدراعة و كتب عليه السلام اليه: احتفظ بها و لا تخرجها من يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج اليها معه.

فلما كان بعد ايام تغير علي بن يقطين علي غلام له. فصرفه عن خدمته.

فسعي الغلام به الي الرشيد.

فقال: انه يقول بامامة موسي بن جعفر و يحمل اليه خمس ماله في كل سنة. وقد حمل اليه الدراعة التي أكرمه بها أميرالمؤمنين.

فغضب الرشيد غضبا شديدا.



[ صفحه 70]



و قال: ان كان الأمر علي ما تقول ازهقت نفسه.

فأنفذ بأحضار ابن يقطين.

و قال: علي بالدراعة التي كسوتك الي الساعة [34] .

فانفذ خادما و قال: آتيني بالسفط الفلاني.

فلما جاء به وضعه بين يدي الرشيد و فتحه.

فنظر الي الدراعة. بحالها مطوية مدفونة في الطيب.

فسكن الرشيد من غضبه.

و قال: انصرف راشدا فلن أصدق بعدها ساعيا.

و أمر أن يتبع بجائزة سنية.

و تقدم بضرب الساعي حتي مات منه [35] .



[ صفحه 71]




پاورقي

[1] في الارشاد و روضة الواعظين: الي موسي بن جعفر عليهماالسلام.

[2] في الارشاد: كان عنده علي رسم....

[3] في الارشاد و كشف الغمة: فلما وصل.

[4] في روضة الواعظين: من يدك.

[5] في روضة الواعظين: بردها اليه.

[6] في كشف الغمة: بعد ذلك بأيام.

[7] في روضة الواعظين: تغير علي غلام له كان يختص به.

[8] في كشف الغمة: الي أبي الحسن عليه السلام.

[9] من الوقوف أي: العلم والاطلاع.

[10] في كشف الغمة بدون كلمة: الي.

[11] في كشف الغمة: و قال.

[12] أي: التهب غصبا (نقلا عن هامش كشف الغمة).

[13] في كشف الغمة: من ذلك.

[14] في كشف الغمة: عن هذه القضية [الحال].

[15] في روضة الواعظين: فأنفذ.

[16] في كشف الغمة: في الوقت و طلب علي بن يقطين. فلما مثل....

[17] في الارشاد و كشف الغمة: ما فعلت الدراعة.

[18] في روضة الواعظين: فيها طيب.

[19] في الارشاد و روضة الواعظين بدون: - و- هذه.

[20] في روضة الواعظين: و كلما اصبحت فتحت السفط و نظرت....

[21] في روضة الواعظين و كشف الغمة:... صنعت مثل ذلك.

[22] في الارشاد: و استدعي.

[23] في روضة الواعظين: وخذ.

[24] في كشف الغمة: من جاريتي.

[25] في روضة الواعظين: من خازاني. فأفتحه.

[26] في كشف الغمة: و أفتح.

[27] السفط: وعاء يعبأ به الطيب و نحوه (نقلا عن هامش كشف الغمة).

[28] في روضة الواعظين: فيها.

[29] في روضة الواعظين: بالطيب.

[30] في كشف الغمة: فلن نصدق.

[31] أي: أمر (نقلا عن هامش كشف الغمة).

[32] في روضة الواعظين و كشف الغمة بدون كلمة: به.

[33] الارشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة -: ج 2 ص 225 و كشف الغمة: ج 2 ص 224 و روضة الواعظين: ص 214) و ذكر في المناقب: ج 4 ص 289 والخرائج: ج 1 ص 334 مع اختلاف يسير و اختصار).

[34] هكذا في المصدر.

[35] المناقب: ج 4، ص 289.