محمد بن اسماعيل
45- عن علي بن جعفر بن محمد عليهم السلام قال: جاءني ابن اسماعيل بن جعفر يسألني أن أسأل أباالحسن موسي عليه السلام ان يأذن له في الخروج الي العراق و ان يرضي عنه و يوصيه بوصية!
قال: فتجنبت [فتنحيت - خ] حتي دخل المتوضأ و خرج، و هو وقت كان يتهيأ لي [الي - خ] ان اخلو به و اكلمه.
قال: فلما خرج قلت له: ان ابن أخيك محمد بن اسماعيل يسألك ان تأذن له في الخروج الي العراق و ان توصيه!
فأذن عليه السلام له.
فلما رجع الي مجلسه، قام محمد بن اسماعيل و قال: يا عم احب ان توصيني. فقال عليه السلام اوصيك أن تتقي الله في دمي.
فقال: لعن الله من يسعي في دمك.
ثم قال: يا عم اوصني! فقال عليه السلام: اوصيك أن تتقي الله في دمي.
[ صفحه 72]
قال: ثم ناوله أبوالحسن عليه السلام صرة فيها مائة و خمسون دينارا، فقبضها محمد.
ثم ناوله عليه السلام اخري فيها مائة و خمسون دينارا، فقبضها.
ثم أعطاه صرة اخري فيها مائة و خمسون دينارا، فقبضها.
ثم أمر عليه السلام له بألف و خمسمائة درهم - كانت عنده -.
فقلت له في ذلك و استكثرته!
فقال عليه السلام: هذا ليكون أوكد لحجتي اذا قطعني و وصلته.
قال: فخرج الي العراق.
فلما ورد حضرة هارون أتي باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل، و استأذن علي هارون و قال للحاجب: قل لأميرالمؤمنين ان محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب!
فقال الحاجب: انزل - أولا - و غير ثياب طريقك وعد لادخلك اليه بغير اذن. فقد نام أميرالمؤمنين في هذا الوقت.
فقال: اعلم أميرالمؤمنين اني حضرت و لم تأذن لي!
فدخل الحاجب و اعلم هارون قول محمد بن اسماعيل.
فأمر بدخوله.
فدخل و قال: يا أميرالمؤمنين! أخليفتان في الارض؟!
موسي بن جعفر بالمدينة يجبي له الخراج و انت بالعراق يجبي لك الخراج؟!
فقال: والله.
فقال: والله.
[ صفحه 73]
قال: فأمر له بمائة ألف درهم.
فلما قبضها - حمل الي منزله - أخذته الذبحة في جوف ليلته. فمات و حول - من الغد - المال الذي حمل اليه... [1] .
46- عن علي بن جعفر قال: جاءني محمد بن اسماعيل [2] - و قد اعتمرنا عمرة رجب و نحن يومئذ بمكة - فقال: يا عم اني اريد بغداد و قد أحببت أن أودع عمي أباالحسن - يعني موسي بن جعفر عليه السلام - و أحببت أن تذهب معي اليه.
فخرجت معه نحو أخي وهو في داره التي بالحوبة و ذلك بعد المغرب بقليل، فضربت الباب فأجابني أخي عليه السلام.
فقال: من هذا؟
فقلت: علي.
فقال: هو ذا أخج - و كان بطي ء الوضوء -.
فقلت: العجل.
قال: و أعجل.
فخرج و عليه ازار ممشق قد عقده في عنقه حتي قعد تحت عتبة الباب.
فقال علي بن جعفر: فأنكببت عليه فقبلت رأسه و قلت: قد
[ صفحه 74]
جئتك في أمر. ان تره صوابا فالله وفق له، و ان يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطي.
قال عليه السلام: و ما هو؟
قلت: هذا ابن أخيك يريد أن يودعك و يخرج الي بغداد.
فقال لي: ادعه. فدعوته - و كان متنحيا - فدنا منه فقبل رأسه و قال:
جعلت فداك أوصني.
فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي.
فقال مجيبا له: من أرادك بسوء فعل الله به - و جعل يدعو علي من يريده بسوء -.
ثم عاد فقبل رأسه.
فقال: يا عم أوصني.
فقال عليه السلام: أوصيك أن تتقي الله في دمي.
فقال: من أرادك بسوء فعل الله به و فعل. ثم عاد فقبل رأسه.
ثم قال: يا عم أوصني.
فقال عليه السلام: أوصيك أن تتقي الله في دمي.
فدعا علي من أراده بسوء ثم تنحي عنه و مضيت معه.
فقال لي أخي: يا علي مكانك! فقمت مكاني. فدخل منزله.
ثم دعاني: فدخلت اليه.
فتناول صرة فيها مائة دينار فأعطانيها و قال عليه السلام: قل لابن
[ صفحه 75]
أخيك يستعين بها علي سفره.
قال علي: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي.
ثم ناولني عليه السلام مائة أخري و قال: أعطه أيضا.
ثم ناولني عليه السلام صرة أخري و قال: أعطه أيضا.
فقلت: جعلت فداك اذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه علي نفسك؟
فقال عليه السلام: اذ وصلته و قطعني قطع الله أجله.
ثم تناول مخدة أةم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح [3] .
و قال عليه السلام: أعطه هذه أيضا.
قال: فخرجت اليه فاعطيته المائة الاولي. ففرح بها فرحا شديدا و دعا لعمه، ثم أعطيته الثانية والثالثة ففرح بها حتي ظننت أنه سيرجع و لا يخرج.
ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم. فمضي علي وجهه حتي دخل علي هارون فسلم عليه بالخلافة. و قل: ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتي رأيت عمي موسي بن جعفر يسلم عليه بالخلافة.
فأرسل هارون اليه بمائة ألف درهم.
فرماه الله بالذبحة [4] فما نظر منها الي درهم ولامسه [5] .
[ صفحه 76]
47- كان محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه السلام عمه موسي الكاظم عليه السلام يكتب له الكتب الي شيعته في الافاق. فلما ورد الرشيد الي الحجاز سعي بعمه الي الرشيد.
فقال: اما علمت ان في الأرض خليفتين يجبي اليهما الخراج؟
فقال الرشيد: ويلك انا و من؟
قال: موسي بن جعفر. و اظهر اسراره.
فقبض عليه.
و خطي [6] محمد عند الرشيد. و دعا عليه موسي الكاظم عليه السلام بدعاء. استجابه الله فيه و في اولاده [7] .
48- و في رواية: انه جاء محمد بن اسماعيل اليه عليه السلام و استأذن منه.
فأذن عليه السلام له.
فقال: يا عم احب ان توصيني.
فقال عليه السلام: اوصيك ان تتقي الله في دمي.
و أعطاه صرة اخري و صرة اخري و امر عليه السلام له بألف و خمسمائة درهم.
فجاء محمد بن اسماعيل الي الرشيد فدخل عليه وسعي بعمه فأمر له بمائة ألف درهم. فلما قبضها دخل الي منزله فأخذته الذبحة في جوف ليلته فمات [8] .
[ صفحه 77]
پاورقي
[1] اختيار معرفة الرجال: ص 264.
[2] عن علي بن جعفر قال: سمعت أخي موسي عليه السلام قال: قال أبي عليه السلام لعبدالله أخي: اليك ابني اخيك. فقد ملئاني بالسفه. فأنهما شرك شيطان.
يعني - محمد بن اسماعيل و علي بن اسماعيل (اختيار معرفة الرجال: ص 365).
[3] الوضح: الدرهم الصحيح (نقلا عن هامش المصدر).
[4] الذبحة كهمزة و عنبه: وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل (نقلا عن هامش المصدر).
[5] الكافي: ج 1، ص 485.
[6] هكذا في المصدر والظاهر: حظي.
[7] المناقب: ج 4، ص 326.
[8] المناقب: ج 4، ص 326.