نفيع الأنصاري
60- قدم علي الرشيد رجل من الأنصار يقال له: نفيع.
- و كان عريفا - فحضر يوما بباب الرشيد. و تبعه عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز.
و حضر موسي بن جعفر عليهماالسلام علي حمار له.
فتلقاه الحاجب بالأكرام والاجلال. و أعظمه من كان هناك. و عجل له الأذن.
فقال نفيع لعبدالعزيز: من هذا الشيخ؟!
فقال له: أفما تعرفه؟! هذا شيخ آل أبي طالب هذا موسي بن جعفر عليه السلام.
فقال نفيع: ما رأيت أعجب من هؤلاء القوم!
يفعلون هذا برجل - لو قدر علي زوالهم عن السرير لفعل -.
اما ان خرج لأسوأنه.
قال له عبدالعزيز: لا تفعل. فأن هؤلاء أهل بيت قل ما
[ صفحه 113]
تعرض لهم أحد بخطاب الا و سموه في الجواب سمة يبقي عارها عليه مدي الدهر [1] .
و خرج موسي عليه السلام.
فقام اليه نفيع. فأخذ بلجام حماره ثم قال له: من أنت؟!
قال عليه السلام: يا هذا. ان كنت تريد النسب. فأنا ابن محمد حبيب الله بن اسماعيل ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله.
و ان كنت تريد البلد. فهو الذي فرض الله عزوجل عليك و علي المسلمين - ان كنت منهم - الحج اليه.
و ان كنت تريد المفاخرة - فوالله - ما رضي [مشركي] قومي مسلمي قومك اكفاءا لهم. حتي قالوا: يا محمد. أخرج لنا أكفاءنا من قريش.
خل عن الحمار.
فخلي عنه ويده ترعد. و انصرف بخزي.
فقال له عبدالعزيز: ألم أقل لك؟! [2] .
61- عن أيوب الهاشمي انه حضر باب الرشيد رجل يقال له: نفيع الأنصاري. و حضر موسي بن جعفر عليه السلام علي حمار له.
فتلقاه الحاجب بالأكرام و عجل له بالأذن.
فسأل نفيع عبدالعزيز بن عمر: من هذا الشيخ؟!
قال: شيخ آل أبي طالب شيخ آل محمد.
[ صفحه 114]
هذا موسي بن جعفر.
قال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم. يفعلون هذا برجل. يقدر أن يزيلهم عن السرير. اما ان خرج لأسوأنه.
فقال له عبدالعزيز: لا تفعل. فأن هؤلاء أهل بيت قل ما تعرض لهم أحد في الخطاب الا و سموه في الجواب سمة يبقي عارها عليه مدي الدهر.
قال: و خرج موسي عليه السلام.
و أخذ نفيع بلجام حماره و قال: من أنت يا هذا؟!
قال عليه السلام: يا هذا. ان كنت تريد النسب. انا ابن محمد حبيب الله بن اسماعيل ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله.
و ان كنت تريد البلد فهو البلد الذي فرض الله علي المسلمين.
- ان كنت منهم - الحج اليه.
و ان كنت تريد المفاخرة. فوالله ما رضوا [3] مشركو قومي مسلمون قومك اكفاءهم [4] .
حتي قالوا: - يا محمد - اخرج الينا اكفائا من قريش.
و ان كنت تريد الصيت والاسم. فنحن الذين امرالله بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة. تقول: اللهم صل علي محمد و آل محمد فنحن آل محمد.
خل عن الحمار.
فخلي عنه. ويده ترتعد. و انصرف مخزيا.
[ صفحه 115]
فقال له عبدالعزيز: ألم اقل لك؟! [5] .
62- احمد بن اسماعيل الكاتب قال: كان - بحضرة باب الرشيد - رجل من الانصار يقال له: نفيع. و كان عريضا [6] .
و كان آدم بن عبدالعزيز شاعرا ظريفا.
فأتفقا - يوما - بباب الرشيد.
و حضر موسي بن جعفر عليهماالسلام علي حمار له.
فلما قرب عليه السلام قام الحاجب اليه. فأدخله من الباب.
فقال نفيع لآدم: من هذا؟!
فقال: أوما تعرفه؟!
قال: لا.
قال: هذا شيخ آل أبي طالب - اليوم - هذا فلان بن فلان.
فقال: تبا لهؤلاء القوم. يكرمون هذا الأكرام من يقصد ليزيلهم عن سريرهم.
اما انه ان خرج لأسوأنه.
قال: فقال له آدم: لا تفعل. ان هؤلاء قوم قد أعطاهم الله حظا في ألسنتهم.
و قلم ناوأهم انسان. أو تعرض لهم الا و سموه بسمة سوء.
فقال له: ستري.
و خرج موسي عليه السلام.
فوثب اليه نفيع. فأخذ بلجام حماره. و قال له: من انت؟!
[ صفحه 116]
فقال عليه السلام - بوقار -: ان كنت تريد النسب. فأنا ابن محمد حبيب الله بن اسماعيل ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله.
و ان كنت تريد البيت. فهو البيت الذي أوجب الله جل ذكره علي المسلمين - كافة - و عليك - ان كنت منهم - أن يحجوا اليه.
و ان كنت تريد المنافرة. فوالله ما رضي مشركو قومي بمسلمي قومك [7] اكفاءا. حتي قالوا: يا محمد اخرج الينا اكفاءنا من قريش.
قال: فأسترخت أصابعه من اللجام. و تركه [8] .
[ صفحه 117]
پاورقي
[1] في نسخة: أبد الدهر.
[2] أعلام الدين: ص 305.
[3] هكذا في المصدر والظاهر: ما رضي.
[4] هكذا في المصدر والظاهر اكفاءا لهم.
[5] المناقب: ج 4، ص 316.
[6] هكذا في المصدر والظاهر: عريفا.
[7] مشركو قومي أي قريش و مسلمو قومك أي الانصار (نقلا عن هامش المصدر).
[8] دلائل الامامة: ص 320.