يحيي بن عبدالله
74- عن عبدالله بن ابراهيم الجعفري قال: كتب يحيي بن عبدالله بن الحسن الي موسي بن جعفر عليهماالسلام.
أما بعد: فاني أوصي نفسي بتقوي الله و بها أوصيك.
فانها وصية الله في الأولين و وصيته في الآخرين.
خبرني من ورد علي - من أعوان الله علي دينه و نشر طاعته - بما كان من تحننك مع خذلانك.
و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد الي ما لم يعطكم الله.
فأستهويتم و اضللتم [1] .
[ صفحه 136]
أنا محذرك ما حذرك الله من نفسه.
فكتب اليه أبوالحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: من موسي بن أبي عبدالله جعفر و علي [2] - مشتركين في التذلل لله و طاعته - الي يحيي بن عبدالله بن الحسن.
أما بعد: فاني احذرك الله و نفسي. و اعلمك أليم عذابه و شديد عقابه و تكامل نقماته.
و اوصيك و نفسي بتقوي الله فانها زين الكلام و تثبيت النعم.
أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع - و أبي عليه السلام من قبل -.
و ما سمعت ذلك مني.
و ستكتب شهادتهم و يسألون.
ولم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتي يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم.
و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتني فيما في يديك.
و ما منعي من مدخلك الذي أنت فيه - لو كنت راغبا - ضعف عن سنة و لا قلة بصيرة بحجة.
ولكن الله تبارك و تعالي خلق الناس أمشاجا و غرائب و غرائز.
فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما:
ما العترف في بدنك؟ و ما الصهلج في الانسان؟
[ صفحه 137]
ثم اكتب الي بخبر ذلك.
و أنا متقدم اليك.
احذرك معصية الخليفة واحثك علي بره و طاعته و أن تطلب لنفسك أمانا قبل ان تأخذك الاظفار و يلزمك الخناق من كل مكان فتروح الي النفس من كل مكان و لا تجده حتي يمن الله عليك بمنه و فضله ورقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول الله صلي الله عليه و آله.
والسلام علي من اتبع الهدي.
انا قد اوحي الينا أن العذاب علي من كذب و تولي.
قال الجعفري: فبلغني ان كتاب موسي بن جعفر عليه السلام وقع في يدي هارون.
فلما قرأه.
قال: الناس يحملوني علي موسي بن جعفر و هو بري ء مما يرمي به [3] .
[ صفحه 138]
پاورقي
[1] نستغفر الله تبارك و تعالي و نستعذر ساحتي الامام الصادق و الامام الكاظم - صلوات الله تبارك و تعالي عليهما - من نقل هذا التجاسر و تكرار الفاظ ما كتب - في هذه الرسالة - من سوء الأدب بساحة الامام المعصوم الذي هو الميزان للأعمال والمقتدي للأفعال والحجة لله تعالي علي الخلق أجمعين.
[2] هكذا في المصدر: أثبتناه كما وجدناه.
[3] الكافي: ج 1، ص 366.