جزاء الأفراد والأشخاص الذين لم يصرح بأسمائهم المبهمون - المجهولون
76- قال علي بن يقطين: استدعي الرشيد رجلا يبطل به أمر ابي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام و يقطعه [1] و يخجله في المجلس [2] فأنتدب [3] له رجل معزم [4] .
[ صفحه 140]
فلما احضرت المائدة. عمل ناموسا [5] علي الخبز.
فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام [6] تناول رغيف [7] من الخبز. طار من بين يديه.
و استفز [8] من [9] هارون الفرح والضحك. لذلك.
فلم يلبث أبوالحسن عليه السلام أن رفع رأسه الي أسد مصور علي بعض الستور [10] .
فقال عليه السلام: يا اسدالله [11] خذ عدو الله.
قال: فوثبت [12] تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع. فأفترست [13] ذلك الرجل [14] المعزم.
[ صفحه 141]
فخر هارون و ندماؤه علي وجوههم مغشيا عليهم [15] .
فطارت [16] عقولهم. خوفا من هول ما رأوه [17] .
فلما افاقوا من ذلك - بعد حين - [18] قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: سألتك [19] بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل [20] ؟ فقال عليه السلام: ان كانت [21] عصا موسي عليه السلام ردت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيهم. فأن هذه الصورة ترد ما أبتلعته من هذا الرجل [22] فكان ذلك أعمل الأشياء في افاقة [23] نفسه [24] .
77- (قال الراوي): ان هارون الرشيد خلع علي (علي بن يقطين) دراعة خز سودآء من لباس الملوك مثقلة بالذهب.
[ صفحه 142]
فأنفذها [فأهداها - خ] علي بن يقطين الي الامام موسي بن جعفر عليهماالسلام مع مال كثير.
فرد عليه السلام الدراعة الي علي بن يقطين.
و قال عليه السلام: احتفظ بها. فأنك تحتاج اليها.
فبعد. ايام صرف علي بن يقطين خاصا له عن خدمته.
و كان يعرف ميله الي موسي عليه السلام.
فسعي به الي الرشيد. فقال: انه يقول بأمامة موسي بن جعفر. و قد بعث بتلك الدراعة اليه.
فغضب الرشيد من ذلك. فقال: لأكشفن عن ذلك.
فأحضر علي بن يقطين.
و قال: ما فعلت بالدراعة التي كسوتك بها؟!
قال: هي عندي في سفط.
قال: احضرها.
فقال: لغلامه: امض الي داري وخذ السفط الذي في الصندوق في البيت الفلاني بختمي. فجئني به.
فمضي الغلام واحضر السفط. ففتحه. فنظر الرشيد الي الدراعة. فسكن من غضبه.
و اعطاه جائزة اخري.
و ضرب الساعي حتي [25] مات [26] .
[ صفحه 143]
78- (قال الراوي): ان من عظماء الخلفاء - مجدهم الله تعالي - من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان و كان في ولاية عامة - طالت فيها مدته - و كان ذا سطوة و جبروت.
فلما انتقل الي الله تعالي. اقتضت عناية خليفة له أن تقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الامام موسي بن جعفر عليهماالسلام بالمشهد المطهر.
و كان بالمشهد المطهر نقيب معروف و مشهود له بالصلاح. كثير التودد و الملازمة للضريح والخدمة له. قائم بوظائفها.
فذكر هذا النقيب أنه - بعد دفن هذا المتوفي في ذلك القبر - بات بالمشهد الشريف. فرأي في منامه أن القبر قد انفتح والنار تشتعل فيه.
و قد انتشر منه دخان ورائحة قتار [27] ذلك المدفون فيه الي أن ملأت المشهد. و أن الامام موسي عليه السلام واقف. فصاح لهذا النقيب بأسمه و قال له: تقول للخليفة يا فلان - و سماه بأسمه - لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم.
و قال كلاما خشنا.
فأستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا و خوفا.
و لم يلبث أن كتب ورقة و سيرها منهيا فيها صورة الواقعة
[ صفحه 144]
بتفصيلها.
فلما جن الليل. جاء الخليفة الي المشهد المطهر - بنفسه - و استدعي النقيب.
و دخلوا الي الضريح.
و أمر بكشف ذلك القبر.
و نقل ذلك المدفون الي موضع آخر - خارج المشهد -.
فلما كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق.
ولم يجدوا للميت أثرا [28] .
79- رؤي - في بغداد - امرأة تهرول.
فقيل: الي أين؟!
قالت: اي موسي بن جعفر (عليهماالسلام) فأنه حبس ابني.
فقال لها حنبلي: انه قد مات في الحبس.
فقالت: بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة.
فاذا بأبنها قد اطلق.
و اخذ ابن المستهزي ء. بجنايته [29] .
[ صفحه 145]
پاورقي
[1] في المناقب بدون كلمة: و يقطعه.
و يقطعه: أي يسكته عن حجته و يبطلها (نقلا عن هامش المصدر).
[2] في العيون: في المسجد.
[3] انتدب اليه: أي دعا له.
و في نسخة من العيون: فأبتدر.
و ابتدر اليه: أي تسارع.
[4] المعزم: الذي يستعمل العزائم والرقي لنفع أو ضرر (نقلا عن هامش المناقب).
المعزم: الراقي الذي يعمل بالعزيمة والرقي (نقلا عن هامش العيون).
العزائم: الرقي و هي جمع رقية و هي بالفارسية: افسون - جادو (نقلا عن هامش العيون).
والرجل المعزم. كالرجل المشعبذ أي الذي يعمل بالشعبذة والحيلة.
[5] هو اسم يكتب علي القطعة من الخبز بحيث لا يتمكن لاحد أن يتناوله الا طار من بين يديه (نقلا عن هامش العيون). أي صنع حيله لذلك.
الناموس: ما يتنمس به من الاحتيال (نقلا عن هامش الامالي).
في روضة الواعظين: عمل نيموسا علي الخبز.
[6] في العيون:... كلما رام أبوالحسن عليه السلام.
[7] في نسخة من العيون: الرغيف.
[8] استفزه الضحك: استخفه و غلبه عليه حتي جعله يضطرب لشدة ضحكه.
و في المناقب: استقر هارون الفرح والضحك لذلك.
[9] في روضة الواعظين بدون كلمة: من.
[10] الستور: جمع الستر. يقال له بالفارسية: پرده (نقلا عن هامش العيون).
[11] في العيون و روضة الواعظين: يا أسد خذ عدوالله.
[12] في روضة الواعظين: فوثب ذلك الصورة....
[13] في روضة الواعظين والمناقب: فأفترس ذلك المعزم.
[14] في الامالي: ذلك المعزم.
[15] في روضة الواعظين بدون كلمة: عليهم.
[16] في الامالي والمناقب و روضة الواعظين: و طارت.
[17] في نسخة من العيون: رأوا.
[18] في العيون من دون جملة: بعد حين.
[19] في روضة الواعظين والمناقب: اسألك.
[20] في نسخة من العيون: (أن ترد) ما ابتلعته من هذا الرجل.
[21] في روضة الواعظين: ان كان عصا موسي رد ما ابتلعه.
[22] في المناقب يتم الحديث ههنا من دون ذكر للباقي منه.
[23] في العيون: افاتة نفسه.
و في نسخة اخري من العيون: افاتته نفسه.
و في روضة الواعظين: و كانت تلك الاشياء أعمل في ايامه.
[24] عيون الاخبار: ج 1، ص 96 والأمالي للشيخ الصدوق - رضوان الله تعالي عليه -: ص 212 و روضة الواعظين: ص 215 والمناقب: ج 4، ص 299.
[25] و مضي مع تفصيل في الاعلام تحت عنوان: غلام علي بن يقطين. اثبتناه كما جاء في المصدر والظاهر ان المذكور هنا مختصر مما ذكر - من مصادر اخري - هناك.
[26] الخرائج: ج 1، ص 334.
[27] القتار - بالضم -: ريح القدر والشواء والعظم المحرق (نقلا عن هامش المصدر).
[28] كشف الغمة: ج 2 ص 215.
[29] المناقب: ج 4، ص 305.