بازگشت

ابوحنيفة نعمان بن ثابت


5- روي: انه دخل أبوحنيفة المدينة - و معه عبدالله بن مسلم - فقال له:

يا أباحنيفة ان ههنا جعفر بن محمد. من علماء آل محمد. فأذهب بنا اليه نقتبس منه علما.

فلما اتيا. اذا. هما بجماعة من علماء شيعته عليه السلام ينتظرون خروجه - أو دخولهم عليه -.

فبينما هم كذلك. اذ خرج غلام حدث. فقام الناس هيبة له.

فألتفت أبوحنيفة فقال:

يابن مسلم من هذا؟

قال: موسي ابنه.

قال: - والله - اخجله بين يدي شيعته.

قال له: لن تقدر علي ذلك.



[ صفحه 25]



قال: - والله - لأفعلنه.

ثم التفت (أبوحنيفة) الي موسي عليه السلام فقال: يا غلام! اين يضع الغريب في بلدتكم هذه؟!

قال عليه السلام: يتواري خلف الجدار. و يتوقي اعين الجار و شطوط الأنهار و مسقط الثمار و لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها [1] .

فحينئذ يضع حيث شاء.

ثم قال (أبوحنيفة): يا غلام! ممن المعصية؟!

قال عليه السلام: يا شيخ! لا تخلو من ثلاث:

اما أن تكون من الله و ليس من العبد شي ء. فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله.



[ صفحه 26]



و أما ان تكون من العبد و من الله. والله أقوي الشريكين فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه.

و أما أن تكون من العبد و ليس من الله شي ء. فأن شاء عفي و ان شاء عاقب.

قال (عبدالله بن مسلم): فأصابت اباحنيفة سكتة. كأنما القم فوه الحجر.

قال: فقلت له: ألم أقل لك لا تتعرض لأولاد رسول الله صلي الله عليه و آله. [2] .



[ صفحه 27]




پاورقي

[1] و جاء في تحف العقول: ص 411 مع اختلاف و اختصار و من دون ذكر لابن مسلم و فيه:... توق شطوط الانهار و مساقط الثمار وافنية المساجد و قارعة الطريق. و توار خلف جدار. وشل ثوبك و لا تستقبل القبلة و لا تستدبرها. وضع حيث شئت...

فقلت له: يا غلام ممن المعصية؟!

فقال عليه السلام: ان السيئات لا تخلو من احدي ثلاث: اما ان تكون من الله - وليست منه - فلا ينبغي للرب ان يعذب العبد علي ما لا يرتكب.

و اما أن تكون منه و من العبد - وليست كذلك - فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف.

و اما أن تكون من العبد - و هي منه - فأن عفي [ف] بكرمه وجوده. و ان عاقب. فبذنب العبد و جريرته.

قال أبوحنيفة: فأنصرفت و لم الق أبا عبدالله عليه السلام. و استغنيت بما سمعت.

[2] الاحتجاج: ج 2، ص 387.