بازگشت

ترجمة شقيق البلخي


قال الذهبي في (ميزان الاعتدال): شقيق البلخي: من كبار الزهاد، منكر الحديث، روي عن: اسرائيل، و أبي حنيفة، و عباد بن كثير، و كثير الأيلي. و عنه: حاتم الأصم، و محمد بن أبان البلخي، و عبدالصمد بن مردويه، و آخرون.

و يقال: كان له ثلاثمائة قرية، ثم مات بلا كفن.

و كان من كبار المجاهدين، استشهد في غزوة كولان سنة أربع و تسعين و مائة. و لا يتصور أن يحكم عليه بالضعف؛ لأن [نكارة] [1] تلك الأحاديث من جهة الرواة عنه. و هو شقيق بن ابراهيم [أبو] [2] علي) [3] .

قال ياقوت في المعجم: (كولان: بالضم، و آخره نون، بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر) [4] .



[ صفحه 33]



الامام و شيعته

روي الكليني - أعلي الله مقامه - بسنده عن هشام بن سالم، قال: كنا بالمدينة بعد وفاة الصادق عليه السلام أنا و محمد بن النعمان - صاحب الطاق - و الناس مجتمعون علي عبدالله بن جعفر الصادق عليه السلام و يزعم بعضهم أنه صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه و الناس عنده، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال: في مائتي درهم خمسة دراهم، فقلنا له: ففي مائة؟ قال: درهمان و نصف، قلنا: و الله ما تقول المرجئة هذا، فقال: و الله ما أدري ما تقول المرجئة.

قال: فخرجنا ضلالا لا ندري أين نتوجه أنا و أبوجعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين نقول: الي المرجئة؟ الي القدرية؟ الي المعتزلة؟ الي الزيدية؟ الي الخوارج؟

قال: فبينا نحن كذلك اذ رأيت شيخا يومي بيده، فخفت أن يكون عينا للمنصور؛ لأنه كان له بالمدينة جواسيس ليعلموه علي من يجتمع بعد جعفر اليه الناس فيؤخذ و تضرب عنقه، فقلت للأحول: تنح، فتنحي و تبعته؛ لأني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه، حتي ورد علي باب أبي الحسن موسي عليه السلام، ثم تركني و مضي، فاذا خادم بالباب فقال: ادخل رحمك الله، فدخلت، فقال لي أبوالحسن عليه السلام ابتداء: «الي الي لا الي المرجئة، و لا الي القدرية، و لا الي المعتزلة، و لا الي الزيدية، و لا الي الخوارج»، قلت: جعلت فداك، مضي أبوك؟ قال: «نعم»، قلت: مضي موتا؟ قال: «نعم»، قلت: فمن لنا بعده؟ قال: «ان شاء الله أن يهديك هداك».



[ صفحه 34]



قلت: جعلت فداك، ان عبدالله أخاك يزعم أنه الامام بعد أبيه؟ قال: «عبدالله يريد أن لا يعبد الله»، قلت: فمن لنا بعده؟ فأجابني كالأول، قلت: أفأنت هو؟ قال: «لا أقول ذلك»، قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة. فقلت: عليك امام؟ قال: «لا»، فدخلني شي ء لا يعلمه الا الله اعظاما له و هيبة، ثم قلت: جعلت فداك، أسألك كما كنت أسأل أباك؟ قال: «سل و لا تذع، فان أذعت فهو الذبح»، فسألته فاذا هو بحر لا ينزف، قلت: جعلت فداك، شيعة أبيك ضلال فألقي اليهم هذا الأمر و أدعوهم اليك فقد أخذت علي الكتمان؟ قال: «من آنست منه رشدا فألق اليه و خذ عليه الكتمان، فان أذاع فهو الذبح»، و أشار بيده الي حلقه.

فخرجت من عنده و لقيت أباجعفر الأحول، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدي، و حدثته بالقصة، ثم لقينا زرارة و أبابصير فدخلا عليه و سألاه و قطعا عليه، ثم لقينا الناس أفواجا أفواجا فكل من دخل اليه قطع عليه الا طائفة عمار الساباطي، و بقي عبدالله لا يدخل عليه من الناس الا القليل [5] .

أقول: و هؤلاء لجهلهم تبعوا الأفطح.



باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم

جهلا فما ربحوا دنيا و لا دينا



في كل يوم يقاسي منهم حزنا

حتي قضي في سبيل الله محزونا [6] .



نعم قضي في سجن السندي بن شاهك مسموما مظلوما مضطهدا.

ذكر الشبلنجي في كتابه (نورالأبصار) - بحذف السند - عن أبي خالد الزبالي قال: قدم الينا أبوالحسن موسي الكاظم عليه السلام زبالة [7] و معه جماعة من أصحاب المهدي، و قد بعثهم في احضاره لديه الي العراق من المدينة، فأتيته و سلمت عليه



[ صفحه 35]



فسر برؤيتي و أمرني بشراء حوائج و تبقيتها عندي له، فرآني غير منبسط قال: مالي أراك منقبضا؟ فقلت: كيف لا أنقبض و أنت سائر الي هذه الفئة الطاغية و لا آمن عليك، فقال: يا أباخالد، ليس علي بأس، فاذا كان في شهر كذا في اليوم الفلاني منه فانتظرني في آخر النهار مع دخول الليل، فاني أوافيك ان شاء الله تعالي.

قال أبوخالد: فما كان لي هم الا احصاء تلك الشهور و الأيام الي ذلك اليوم الذي وعدني بالمجي ء فيه، فخرجت عند غروب الشمس فلم أر أحدا، فلما كان دخول الليل اذا أنا بسواد قد أقبل من ناحية العراق، فقصدته فاذا هو علي بغلة أمام القطار، فسلمت عليه و سررت بمقدمه و تخلصه، فقال لي: [أداخلك] [8] شك يا أباخالد؟ فقلت: الحمد لله الذي خلصك من هذا الطاغية، فقال: يا أباخالد، ان لهم الي عودة لا أتخلص منها [9] .

و ذكر السبط ابن الجوزي في تذكرته، قال: فأقدمه - أي الامام موسي بن جعفر - محمد المهدي بغداد و حبسه بها، ثم رده الي المدينة لمنام رآه [10] .

و لقد ذكر الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) رواية عن الفضل بن الربيع عن أبيه، قال: لما حبس المهدي موسي بن جعفر عليه السلام رأي المهدي عليا في المنام، فقال له يا محمد، (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم - أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمي أبصارهم) [11] .

قال الربيع: فأرسل الي المهدي ليلا فراعني ذلك، فجئته فاذا هو يقرأ: (فهل عسيتم...) الي آخره، و كان من أحسن الناس صوتا، فقال: علي بموسي بن جعفر،



[ صفحه 36]



قال: فجئته به، فعانقه و أجلسه الي جنبه و قال: يا أباالحسن، رأيت الساعة أميرالمؤمنين عليه السلام و هو يقرأ علي هذه الآية، أفتؤمنني ألا تخرج علي و لا علي أحد من ولدي بعدي؟ فقال: «والله لا فعلت ذلك أبدا، و لا هو من شيمتي»، فقال: صدقت، ثم قال: يا ربيع، أعطه ثلاثة آلاف دينار و رده الي أهله.

فقال الربيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح الا و هو علي الطريق مخافة العوائق [12] .

أقول: فليت الرشيد اقتدي بسلفه عندما أشخص امامنا من مدينة جده الي بغداد و أرجعه الي أهله، ولكن أبي الرشيد الا أن يدس له السم علي يد اللعين السندي بن شاهك و يقضي عليه.



بأبي من طال ظلما حبسه

و هو للأعداء لو شاء محاها [13] .



[ صفحه 37]




پاورقي

[1] في الأصل: (انكاره)، و ما اثبتناه من المصدر.

[2] في الأصل: (ابن)، و ما أثبتناه من المصدر.

[3] ميزان الاعتدال 2: 279 / 3741.

[4] معجم البلدان 4: 562 / 10481.

[5] الكافي 1: 412 - 413 / 7.

[6] المجالس السنية 2: 551 - 552، و البيتان من قصيدة للسيد صالح القزويني.

[7] زبالة: موضع بين العراق و الحجاز و للعراق أقرب. «منه رحمه الله». و قد تقدمت في ص 25.

[8] في الأصل: (أأخلك)، و ما أثبتناه من المصدر.

[9] نورالأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار 4: 303، باختلاف يسير.

[10] تذكرة الخواص: 313.

[11] محمد: 22 - 23.

[12] تاريخ بغداد 13: 30 - 31 باختلاف يسير.

[13] المجالس السنية 2: 552. و البيت لمؤلف المجالس السنية السيد محسن الأمين.