بازگشت

علي بن يقطين


هو علي بن يقطين البغدادي، هو و أبوه من وجوه الشيعة، عده الشيخ رحمه الله في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: (علي بن يقطين، مولي بني أسد) [1] .

و في (الفهرست) للنديم: علي بن يقطين رحمه الله، ثقة جليل القدر، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسي بن جعفر، عظيم المكان في الطائفة، و كان يقطين من وجوه الدعاة، و طلبه مروان فهرب، و ابنه علي بن يقطين هذا رحمه الله ولد بالكوفة سنة أربع و عشرين و مائة، و هربت أمه به و بأخيه عبيد بن يقطين الي المدينة، فلما ظهرت الدولة الهاشمية ظهر يقطين، و عادت أم علي بعلي و عبيد، فلم يزل يقطين بخدمة أبي العباس السفاح و أبي جعفر المنصور و مع ذلك كان يتشيع و يقول بالامامة، و كذلك ولده، و كان رحمه الله يحمل الأموال الي جعفر بن محمد عليهماالسلام، و نم خبره الي المنصور و المهدي فصرف الله عنه كيدهما.

و لعلي بن يقطين كتب، منها (ما سئل عنه الصادق عليه السلام من الملاحم)، و كتاب (مناظرة الشاك)، و له مسائل عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام [2] .

توفي علي بن يقطين و موسي بن جعفر في السجن.



[ صفحه 55]



و ذكر الكشي قال: علي بن يقطين بن موسي البغدادي، سكن بغداد و هو كوفي الأصل، روي عن أبي عبدالله حديثا واحدا [3] .

روي عن داود الرقي، قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام يوم النحر فقال مبتدئا: «ما عرض في قلبي أحد و أنا في المواقف الا علي بن يقطين، فانه ما زال معي و ما فارقني حتي أفضت» [4] .

و عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان علي بن يقطين أرسلني اليك برسالة أسألك الدعاء له، قال: «في أمر الآخرة؟» قلت: نعم، قال: فوضع عليه السلام يده علي صدره ثم قال: «ضمنت لعلي بن يقطين الجنة، و ألا تمسه النار» [5] .

و عن عبدالله بن يحيي الكاهلي، قال: كنت عند أبي ابراهيم عليه السلام اذ أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبوالحسن الي أصحابه و قال: «من سره أن يري رجلا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله فلينظر الي هذا المقبل»، فقال له رجل من القوم: هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: «أما أنا فأشهد له أنه من أهل الجنة» [6] .

و عن محمد بن عيسي، قال: سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا و عبيدا ابنا يقطين أدخلا علي أبي عبدالله عليه السلام، فقال عليه السلام: قربوا مني صاحب الذؤابتين، و كان عليا، فقرب منه فضمه اليه و دعا له بخير [7] .



[ صفحه 56]



و لما قدم أبوابراهيم موسي بن جعفر عليه السلام العراق، قال علي بن يقطين: أما تري حالي و ما أنا فيه؟ فقال: «يا علي، ان لله تعالي أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، و أنت منهم يا علي» [8] .

و روي عن الحسن بن عبدالرحيم، قال: قال أبوالحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: «اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا». فقال علي: جعلت فداك، و ما الخصلة التي أضمنها لك، و ما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: «الثلاث اللواتي أضمنهن لك: ألا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، و لا فاقة، و لا سقف سجن». قال: و سأل علي: و ما الخصلة التي أضمنها لك؟ فقال: «تضمن لي ألا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته»، قال: فضمن له الخصلة و ضمن له أبوالحسن الثلاث [9] .

و روي بكر بن محمد الأشعري: أن أباالحسن الأولي عليه السلام قال: «اني استوهبت علي بن يقطين من ربي - عزوجل - البارحة فوهبه لي، فان علي بن يقطين بذل ماله و مودته، فكان لذلك منا مستوجبا» [10] .

و كان يرسل جماعة في كل عام الي حج بيت الله و يعطيهم الأموال من عشرين ألفا الي عشرة آلاف، حتي أحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملب، و أنه لم يكن يفوته من يحج عنه [11] .

و يقال: ان علي بن يقطين حمل مائة ألف درهم الي أبي الحسن عليه السلام، فزوج ثلاثة بنين منها أو أربعة، منهم أبوالحسن الثاني، و كتب الي علي بن يقطين: «و اني قد صيرت مهورهم اليك» [12] .



[ صفحه 57]



و كان الامام موسي بن جعفر يدعو لعلي بن يقطين حتي سمع عليه السلام و هو علي الصفا يقول: «الهي في أعلي عليين، اغفر لعلي بن يقطين» [13] .

و توفي علي بن يقطين بمدينة السلام - بغداد - سنة اثنتين و ثمانين و مائة، و الامام موسي بن جعفر في السجن، فكانت وفاته قبل وفاة الامام بأربع سنين، و لما توفي علي بن يقطين صلي عليه ولي العهد محمد بن الرشيد، و كان عمره آنذاك سبع و خمسون سنة، و توفي بعده أبوه يقطين بثلاث سنين، أي سنة خمس و ثمانين و مائة [14] .



[ صفحه 59]




پاورقي

[1] رجال الطوسي: 354 / 17.

[2] كتاب الفهرست للنديم: 279. باختلاف كبير فيه، و ورد النص بلفظه كاملا في كتاب (الفهرست للشيخ الطوسي): 90 - 91 / 378.

[3] لم نعثر عليه في نسخة الكشي التي بين أيدينا، و انما وجدناه في (رجال النجاشي): 273.

[4] اختيار معرفة الرجال: 432 / 813.

[5] اختيار معرفة الرجال: 431 / 807، و لم ترد فيه: (الجنة).

[6] اختيار معرفة الرجال: 431 - 432 / 810، و لم ترد فيه: (له).

[7] اختيار معرفة الرجال: 432 / 812.

[8] اختيار معرفة الرجال: 433 / 817.

[9] اختيار معرفة الرجال: 433 / 818.

[10] اختيار معرفة الرجال: 433 - 434 / 819.

[11] اختيار معرفة الرجال: 434 - 435 / 820، بالمعني.

[12] اختيار معرفة الرجال: 434 / 819، بالمعني.

[13] اختيار معرفة الرجال: 437 / 823، بالمعني.

[14] انظر: اختيار معرفة الرجال: 430 / 805. الفهرست (الطوسي): 91 / 378.