بازگشت

ام الامام (حميدة)


ورد في (الكافي) عن عبدالرحمن، قال: دخل [ابن] [1] عكاشة بن محصن الأسدي علي أبي جعفر عليه السلام - و كان أبو عبدالله عليه السلام قائما عنده - فقدم اليه عنبا، فقال له عليه السلام: «حبة حبة يأكله الشيخ الكبير و الصبي الصغير، و ثلاثة و أربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع، و كله حبتين حبتين فانه يستحب ذلك»، فقال ابن عكاشة لأبي جعفر عليه السلام: سيدي، لأي شي ء لا تزوج أباعبدالله فقد أدرك التزويج؟ و كان بين يدي الامام صرة مختومة، فقال عليه السلام: «أما انه سيجي ء نخاس من أهل بربر فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصرة جارية».

قال: و دخلنا يوما علي أبي جعفر عليه السلام فقال: «ألا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم؟»، قلنا: بلي، فقال عليه السلام: «قد أقبل، فاذهبوا و اشتروا بهذه الصرة منه جارية».

قال: فأتينا النخاس و سألناه عما معه؟ قال: قد بعت ما كان عندي الا جاريتين مريضتين احداهما أمثل من الأخري، قلنا: فأخرجهما حتي ننظر اليهما، فأخرجهما، فقلنا: بكم تبيعنا هذه المتماثلة؟ و هي حميدة، قال: ابنة صاعد، بسبعين دينارا، قلنا: أحسن، قال: لا أنقص من السبعين دينارا شيئا، فقلنا له: نشتريها منك بهذه الصرة بلغت ما بلغت و لا ندري ما فيها، و كان عنده رجل أبيض الرأس و اللحية، فقال لنا: فكوها و زنوا ما فيها، فقال النخاس: لا تفكوها، فانها ان نقصت حبة من السبعين



[ صفحه 14]



دينارا لن أبيعها، فقال الشيخ: ادنوا، فدنونا و فككنا الخاتم ثم وزنا الدنانير فاذا هي سبعون دينارا لا تزيد و لا تنقص.

قال: فأخذنا الجارية منه و أدخلناها علي أبي جعفر عليه السلام و جعفر قائم عنده، فأخبرنا [2] أباجعفر عليه السلام بما كان، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال لها: «ما اسمك؟» قالت: حميدة: فقال عليه السلام: «حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة، أخبريني أبكر أنت أم ثيب؟» فقالت: بكر، فقال عليه السلام: «يا جعفر، خذها اليك» [3] .

و في (الكافي) أيضا عن المعلي بن خنيس، قال: قال الصادق عليه السلام: «حميدة سيدة الاماء، مهذبة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتي أديت الي كرامة من الله لي و للحجة من بعدي» [4] .

و لما تزوجها الصادق عليه السلام رأت رؤيا بعد تزويجه اياها، قالت: اني رأيت كأن القمر وقع في حجري، فقال الصادق عليه السلام: «انها تلد مولودا ليس بينه و بين الله حجاب» [5] .


پاورقي

[1] من المصدر.

[2] يظهر من كلام ابن عكاشة أن الذين بعثهم الباقر عليه السلام لشراء حميدة كانوا جماعة، و لقد أفاضت الروايات في ذلك عن جابر كما في (الدر النظيم)، و عن هاشم بن أحمر كما في (اعلام الوري)، و عن ابن عكاشة نفسه كما جاء في (أصول الكافي). «منه رحمه الله». اعلام الوري 2: 31. الكافي 1: 543 / 1.

[3] الكافي 1: 543 - 544 / 1.

[4] الكافي 1: 544 / 2، باختلاف يسير.

[5] أمالي الطوسي: 721 / 152. اعلام الوري 2: 32. بحارالأنوار 48: 9 / 11.