بازگشت

ولادته


ولد الامام موسي بن جعفر عليه السلام بالأبواء [1] يوم الأحد سابع صفر سنة تسع و عشرين و مائة [2] .



[ صفحه 15]



يروي عن أبي بصير قال: حججنا مع أبي عبدالله عليه السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسي عليه السلام، قال: و لما نزلنا الأبواء وضع لنا الغذاء و كان عليه السلام اذا وضع الطعام لأصحابه أكثر و أطاب، قال: فبينا نحن جلوس علي الطعام اذ أتاه رسول حميدة فقال: ان حميدة تقول: قد أنكرت نفسي، و قد وجدت ما كنت أجد اذا حضرت ولادتي، و قد أمرتني ألا أسبقك بابنك هذا.

فقام أبوعبدالله عليه السلام و انطلق مع الرسول، فلما انصرف اليها و رجع قال له أصحابه: سرك الله و جعلنا فداك، فما أنت صنعت من حميدة؟ فقال عليه السلام: «سلمها الله و وهب لي منها غلاما، و هو خير من برأ الله من خلقه، و لقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنت أني لا أعرفه، و لقد كنت أعلم به منها».

فقلنا: جعلنا الله فداك، فما الذي أخبرتك به حميدة عنه؟ قال عليه السلام: «ذكرت أنه لما سقط من بطنها علي الأرض سقط واضعا يديه علي الأرض رافعا رأسه الي السماء، فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله عليه السلام و أمارة الوصي من بعده».

[فقلت: جعلت فداك، و ما هذا من أمارة رسول الله صلي الله عليه و آله و أمارة الوصي من بعده] [3] .

فقال عليه السلام: «انه لما كانت الليلة التي علق فيها بجدي أتي آت جد أبي الحسين عليه السلام [4] بكأس فيه شربة أرق من الماء و ألين من الزبد و أحلي من الشهد و أبرد من الثلج و أبيض من اللبن، فسقاه اياه و أمره أن يأتي أهله، فأتي أهله فعلق بجدي.



[ صفحه 16]



و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بأبي أتي آت جدي فسقاه بمثل ما سقي [جد أبي] [5] فعلق بأبي، و لما كانت الليلة التي علق فيها بي أتي آت أبي فسقاه بما سقي به جد أبي و جدي فسقاه فعلق بي، و لما كانت الليلة التي علق [فيها] [6] بابني هذا أتاني آت كما أتاهم ففعل بي كما فعل بهم، فقمت بعلم الله و اني مسرور بما يهب الله لي، فقاربت و علق بابني هذا المولود، فدونكم فهو و الله صاحبكم من بعدي، و ان نطفة الامام مما أخبرتكم، و اذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر و أنشي ء فيها الروح بعث الله تبارك و تعالي له ملكا - يقال له: حيوان - فكتب علي عضده الأيمن: (و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم) [7] ، و اذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه علي الأرض رافعا رأسه الي السماء.

فأما وضعه يديه علي الأرض فانه يقبض كل علم لله أنزله من السماء الي الأرض، و أما رفعه رأسه الي السماء فان مناديا ينادي من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلي باسمه و اسم أبيه يقول: يا فلان بن فلان، اثبت تثبت، فلعظيم ما خلقت، أنت صفوتي من خلقي، و موضع سري، و عيبة علمي، و أميني علي [وحيي] [8] ، و خليفتي في أرضي، لك و لمن تولاك أوجبت رحمتي و منحت جناني و أحللت جواري، و عزتي و جلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي و ان وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي.



[ صفحه 17]



فاذا انقطع الصوت أجابه هو رافعا رأسه الي السماء: (شهد الله أنه لا اله الا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) [9] ، فاذا قال ذلك أعطاه الله علم الأولين و الآخرين، و استحق زيارة الروح في ليلة القدر».

قلنا: جعلنا فداك، الروح ليس هو جبرئيل؟ فقال عليه السلام: «الروح أعظم من جبرئيل، ان جبرئيل من الملائكة، و ان الروح هو خلق أعظم من الملائكة، أليس يقول الله تبارك و تعالي: (تنزل الملائكة و الروح) [10] [11] .


پاورقي

[1] الأبواء: موضع بين مكة و المدينة، و فيه توفيت آمنة أم النبي. «منه رحمه الله.» انظر: معجم البلدان 1: 102 / 152.

[2] انظر: الكافي 1: 543. أعيان الشيعة 2: 5.

[3] من المصدر.

[4] لم ترد في المصدر: (الحسين عليه السلام).

[5] في الأصل: (جدي)، و ما أثبتناه من المصدر.

[6] من المصدر.

[7] الأنعام: 115.

[8] في الأصل: (خليقتي)، و ما أثبتناه من المصدر.

[9] آل عمران: 18.

[10] القدر: 4.

[11] الكافي 1: 448 - 449 / 1.