بازگشت

فائدة


يروي أن الرشيد قال يوما لبعض ثقاته: أتعرفون لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال له رغبة في الدنيا فأوسع له منها، فيعرفني ما أحتاج اليه من أخبار



[ صفحه 23]



موسي بن جعفر؟ فأشاروا عليه علي علي بن اسماعيل بن جعفر بن محمد، فحمل اليه يحيي مالا و أرسل اليه يرغبه في قصد الرشيد و يعده بالاحسان اليه، فأجابه الي ذلك.

و علم بذلك موسي بن جعفر عليه السلام و كان يأنس بعلي بن اسماعيل و يصله و يبره بالمال، و ربما أفضي اليه بأسراره، و ربما خرج الكتاب منه الي بعض شيعته بخط علي بن اسماعيل، ثم استوحش منه، فلما بلغه ذلك دعاه و قال: الي أين تريد يابن أخي؟ قال: الي بغداد، قال: و ما تصنع؟ قال: علي دين و أنا مملق، قال: فاني أقضي دينك و أفعل بك و أصنع، قال: فتدبير عيالي؟ قال: أنا أكفيكهم، فلم يلتفت الي ذلك و أبي الا الخروج، فقال له أبوالحسن عليه السلام: أنت خارج؟ قال: نعم، لابد لي من ذلك، قال له: انظر - يا ابن أخي - و اتق الله، و لا تؤتم أولادي، و أمر له بثلاثمائة دينار و أربعة آلاف درهم.

فلما قام من بين يديه قال أبوالحسن موسي عليه السلام لمن حضره: و الله ليسعين في دمي و ليؤتمن أولادي، فقالوا له: جعلنا الله فداك، أنت تعلم هذا من حاله و تعطيه و تصله؟! قال: نعم، حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم: «أن الرحم اذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله، و اني أردت أن أصله بعد قطعه لي، حتي اذا قطعني قطعه الله».

قال: فخرج علي بن اسماعيل حتي أتي يحيي بن خالد فتعرف منه خبر موسي ابن جعفر فرفعه الي الرشيد و زاد فيه، ثم أوصله يحيي الي الرشيد، فسأله عن عمه موسي بن جعفر، فسعي به اليه و قال له: ان الأموال تحمل اليه من المشرق و المغرب، و انه اشتري ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها (اليسيرة)، فقال صاحبها و قد أحضر المال: لا آخذ هذا النقد، و لا آخذ الا نقد كذا و كذا، فأمر بذلك المال فرد و أعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه.



[ صفحه 24]



فسمع الرشيد كل ذلك منه، و أمر له بمائتي ألف درهم علي بعض النواحي، و مضت رسله لقبض المال و أقام هو ينتظر وصولهم، فدخل يوما الي الخلاء فزحر زحرة خرجت منها حشوته [1] كلها فسقطت، و جهدوا في ردها فلم يقدروا، و جاءه المال و هو في النزاع فقال: ما أصنع به و أنا في الموت؟! [2] .

فخسر الدنيا و الآخرة، و تحقق بذلك صدق حديث الكاظم عليه السلام: «ان الرحم اذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله».



[ صفحه 25]




پاورقي

[1] حشوة البطن و حشوته - بالكسر و الضم - أمعاؤه، و نقول لجميع ما في البطن حشوة. لسان العرب 3: 193 - حشا.

[2] انظر: عيون أخبار الرضا 1: 95، ب 7، ح 1. الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 237 - 239. روضة الواعظين: 218. بحارالأنوار 48: 209 - 210 / 7.