بازگشت

دفنه


اننا و ان كنا لا ننكر أن الامام (ع) قد قيد في سجنه، و قد ورد في ذلك عدة روايات و منها ما يظهر منه الصحة [1] .

و لكن في رواية أنه دفن بقيوده و أنه أوصي بذلك [2] .

فهذه بعيدة عن الصحة، اذ أنه (ع) لما توفي و جمع السندي بن شاهك و الرشيد الفقهاء و العلماء و من له معرفة بالامام، فكشف حتي يروا



[ صفحه 252]



جسده، و أنه ليس به علة من جرح أو خنق، بل في بعضها أنه كشف بدنه (ع) و وضع علي عورته منديلا ليروه سالما، و مع ذلك وضع علي الجسر ثلاثة أيام يراه القريب و البعيد.

فهل من المعقول أن تكون القيود في يديه أو رجليه، و لا يروي ذلك الغالي و القالي، محبة و شماتة، بل التبرؤ من قتله يستدعي رفع التهمة من جذورها، اضافة الي اشهاد الكثير من العوام أنه في سعة ودعة، و أقر الامام بذلك، و لكنه أخبر بسقيه السم.

بل ادعي سليمان أنه سلخ العار عن آل العباس بتغسيله الامام و دفنه...

فهل من البر ترك فيوده؟!!

ان مظلومية أهل البيت (ع) لا تضاهيها مظلومية، فهي محفوفة بهم منذ ولادتهم و لكن علينا أن لا نبدي تلك المظلومية و المحنة بثوب ممزق مهتري ء يظهر من ثقوبه التزييف.

فالحقيقة الناصعة، و المظلومية ساطعة، فاذا شوبت بالتزييف تكدرت، و أعطت عكس المفعول.

ثم لم نقف علي حافة المنزلق، مع قارعة الطريق؟ ألقصور في الأدلة و الروايات، أم لتحريك العواطف و المشاعر و لو مع الافتعالات؟!

مكان دفنه (ع)

دفن (ع) في مقابر قريش، و كانت يومئذ لأشراف الناس [3] .

و قال بعضهم في مدينة السلام في الجانب الغربي بباب التبن و هي قريبة من مقبرة قريش (ع)، بل قيل ان هذه المقبرة تقع في باب التبن، و لم يشك أحد من المؤرخين أن قبره الذي هو ملاذ المؤمنين و قبة شامخة تناطح السماء اليوم، هو مكان دفنه (ع).



[ صفحه 253]



و كم من العظماء في التاريخ - و منهم هارون الرشيد و معاوية - أخفيت معالم قبورهم، و صار ذكرهم حبر علي ورق، و خبر علي رتق.

و لكن لم يذكر في تاريخ العالم أجمع الي يومنا هذا أن هناك أضرحة شامخة يصمد اليها وفود الحجيج من جميع أصقاع و أرجاء العالم، كما لأئمة الشيعة الجعفرية.

و ما هذا الا لأن عزهم و مجدهم مستمد من قوة عزيز حكيم، و أن العقيدة التي يملكها شيعتهم بحبهم و موالاتهم، جعلتهم يرخصون بأنفسهم و أموالهم، محتملين جسديا العناء و الشقاء، و لكنه روحيا النعمة و الرخاء.

و ها هو قبره الشريف يشهد الله و الند بأنه مركزا للصحة و الشفاء، و مشفا عظيما بالدواء، فمن أراد الاختبار و الابتلاء، فليراجع قصص العلماء [4] و كفي به فخرا أن سمي باب الحوائج الي الله.


پاورقي

[1] غيبة الشيخ الطوسي 19، عيون الأخبار ج 1 ص 104، مسند الامام الكاظم ج 1 ص 118.

[2] الأنوار البهية 172.

[3] المناقب ج 4 ص 328، الأنوار البهية ص 172، نور الأبصار ص 152.

[4] القصص العجيبة له ستغيب، سيماء الصالحين لرضا مختاري.