بازگشت

الامام الرضا ينعي والده


في رواية معتبرة عن مسافر مولي الامام الكاظم (ع) قال: أمر أبوابراهيم (ع) حين أخرج به أباالحسن أن ينام علي بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا الي أن يأتيه خبره.

قال: فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثم يأتي بعد العشاء فينام، فاذا أصبح انصرف الي منزله.



[ صفحه 254]



قال: فمكث علي هذه الحال أربع سنين، فلما كان ليلة من الليالي أبطأ عنا و فرش له فلم يأت كما كان يأتي، فاستوحش العيال و ذعروا و دخلنا أمر عظيم من ابطائه.

فلما كان من الغد أتي الدار، و دخل الي العيال، و قصد الي أم أحمد، فقال لها: هاتي الذي أودعك أبي، فصرخت و لطمت وجهها و شقت جيبها، و قالت: مات والله سيدي فكفها و قال لها: لا تكلمي بشي ء و لا تظهريه حتي يجي ء الخبر الي الوالي، فأخرجت اليه سفطا و ألفي دينار أو أربعة آلاف دينار، فدفعت ذلك أجمع اليه دون غيره.

و قالت: انه قال لي فيما بيني و بينه، احتفظي بهذه الوديعة عندك لا تطلعي عليها أحدا حتي أموت، فاذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك، فادفعيها اليه، و اعلمي أني قد مت، و قد جائتني والله علامة سيدي.

فقبض ذلك منها، و أمرهم بالامساك جميعا الي أن ورد الخبر و انصرف، فلم يعد بشي ء من المبيت كما كان يفعل، فما لبثنا الا أياما يسيرة، حتي جاءت الخريطة بنعيه (ع) فعددنا الأيام و تفقدنا الوقت، فاذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبوالحسن (ع) ما فعل من تخلفه عن المبيت و قبضه لما قبض» [1] .

فاذن الروايات تؤكد بأن الامامة نص من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أن الامام انما هو منصوب من قبل الله عزوجل، و يعرف (ع) متي يتقلد حبل الامامة.

ففي رواية صحيحة عن صفوان قال: قلت للرضا (ع) أخبرني عن الامام متي يعلم أنه امام؟ حتي يبلغه أن صاحبه قد مضي أو حين يمضي؟ مثل أبي الحسن قبض ببغداد و أنت ههنا.

قال: يعلم ذلك حين يمضي صاحبه، قلت: بأي شي ء؟ قال: يلهمه الله [2] .



[ صفحه 255]



و شرحنا سابقا في فصل كرامات الأئمة (ع) ما يؤكد ذلك.


پاورقي

[1] أم أحمد ابنة الامام الكاظم (ع) و كانت علي درجة عظيمة من الورع و التقي، فلذا سلمها الامام (ع) مواريث الامام و أمرها أن تسلمها الي أخيها الرضا (ع) عند طلبه منها.

[2] الكافي ج 1، ص 381، الأنوار البهية 172.