بازگشت

فضل زيارة الامام الكاظم


تواترت الأحاديث الصحيحة، منذ بزوع اطلالة شريعة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم باستحباب زيارة القبور ككل، لأنها تذكر بالآخرة.

و توالت الأحاديث بثواب زيارة قبور الرسول و الأئمة (ع) مما يعجز القلم عن وصفه.

فالانقطاع الي الأئمة الذين هم سفينة النجاة، و الوسيلة الي الله انقطاع الي الله، و الانقطاع عن الأئمة (ع) هو انقطاع عن الله، لأن القاصد تمسك بحبل واحد، فسرعان ما سينهار و يقع، بخلاف من تمسك بحبلين - كتاب الله و عترة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم - [1] و لنذكر قطرات من بحار فضل ثواب زيارتهم (ع).

عن الصادق (ع) قال «من زارنا في مماتنا، فكأنما زارنا في حياتنا» [2] و عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبدالله (ع) ما لمن زار واحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [3] .

و عن الصادق (ع) قال: من زار واحدا منا كان كمن زار الحسين (ع) [4] فجعل (ع) زيارة أي امام تارة كأنها زيارة للرسول صلي الله عليه و آله و سلم لأنه صاحب الشريعة و تارة كزيارة الحسين، لأنه بثورته (ع) ركز دعائهم الشريعة. و تؤكد الأحاديث بأنهم (ع) نور واحد، فلا فرق بين أنوارهم الا علي نحو التشكيك لا التواطؤ [5] .

أما زيارة الكاظم (ع).



[ صفحه 260]



قال الحسن بن الوشاء سألت الامام الرضا (ع) عن زيارة قبر أبي الحسن أمثل زيارة الحسين (ع) قال: نعم [6] .

و عند عبدالرحمن بن نجران قال: سألت أباجعفر (ع) عمن زار النبي صلي الله عليه و آله و سلم قاصدا. قال: له الجنة و من زار قبر أبي الحسن (ع) فله الجنة [7] .

و نلاحظ أن الامام (ع) بادره بثواب زيارة الكاظم (ع) دون سؤال مسبق ليرسخ في أذهان شيعته بأن الأئمة (ع) لا تقل ثوابا عن زيارة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم لأنهم امتداد لرسالته.

عظماء التاريخ بايعاز منهم في حياتهم أو بلا ايعاز، تخليدا لذكرهم، ينصب لهم تماثيلا تذكارية، ليسير علي خطاهم، و ينهج نهجهم كل من رأي ذاك الأثر.

و مع ترويجها و انفاق الأموال الباهظة عليها، لا نلمس ذاك الأثر لا من قريب و لا من بعيد، بل قد يحطم علي مر التاريخ و لا يرمم بعدها، لكن أئمة الهدي (ع) رسموا منهجهم لشيعتهم، فرسموا في قلوب شيعتهم، و مثلوا أخلاق القرآن، فمثلوا مع القرآن لا يفترقان، فتوهجت تعاليمهم تزدهر، كلما ازدهر الزمان.


پاورقي

[1] يراجع المراجعات للسيد عبدالحسين شرف الدين.

[2] بحارالأنوار ج 97 ص 116 و ما بعد و فيه 34 رواية في هذا المعني.

[3] بحارالأنوار ج 97 ص 116 و ما بعد و فيه 34 رواية في هذا المعني.

[4] بحارالأنوار ج 97 ص 116 و ما بعد و فيه 34 رواية في هذا المعني.

[5] السيد جعفر مرتضي.

[6] ميزان الحكم ج 5 ص 308، مفتاح الجنات ج 2 ص 132، بحارالأنوار ج 97 ص 116.

[7] ميزان الحكم ج 5 ص 308، مفتاح الجنات ج 2 ص 132، بحارالأنوار ج 97 ص 116.