بازگشت

الرثاء


اعطف علي الكرخ من بغداد و ابك بها

كنزا لعلم رسول الله مخزونا



موسي بن جعفر سر الله و العلم

المبين في الدين مفروضا و مسنونا



باب الحوائج عند الله و السبب

الموصول بالله غوث المستغيثينا



الكاظم الغيظ عمن كان مقترفا

ذنبا و من عم بالحسني المسيئينا



يا ابن النبيين كم أظهرت معجزة

في السجن أزعجت فيها الرجس هارونا



و كم بك الله عافي مبتلي و لكم

شافي مريضا و أغني فيك مسكينا



لم يلهك السجن عن هدي و عن نسك

اذ لا تزال بذكر الله مفتونا



و كم أسروا بزاد أطعموك به

سما فأخبرتهم عما يسرونا



[ صفحه 261]



و للطبيب بسطت الكف تخبره

لما تمكن منها السم تمكينا



بكت علي نعشك الأعداء قاطبة

ما حال نعش له الأعداء باكونا



راموا البراءة عند الناس من دمه

والله يشهد ما كانوا بريئينا



كم جرعتك بنوالعباس من غصص

تذيب أحشاءنا ذكرا و تشجينا



قاسيت ما لم تقاس الأنبياء و قد

لاقيت أضعاف ما كانوا يلاقونا



أبكيت جديك و الزهراء أمك و

الأطهار آباءك الغر الميامينا



طالت لطول سجود منه ثفنته

فقرحت جبهة منه و عرنينا



رأي فراغته في السجن منيته

و نعمة شكر الباري بها حينا



يا ويل هارون لم تربح تجارته

بصفقة كان فيها الدهر مغبونا



ليس الرشيد رشيدا في سياسته

كلا و لا ابن المأمون مأمونا



تالله ما كان من قربي و لا رحم

بين المصلين بلا و المغنينا



يزيدهم معجزات كل آونة

و نائلا و له ظلما يزيدونا



لم يحفظوا من رسول الله منزله

و لا بحسناه بالحسني يكافونا



باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم

جهلا فما ربحوا دنيا و لا دينا



في كل يوم يقاسي منهم حزنا

حتي قضي في سبل الله محزونا [1] .



الكاظم للمظالم

باب الحوائج قد قضي لحوائجي

مما براسي صار في أكياسي



هذا ابن جعفر من سلالة أحمد

لمكارم الأخلاق كالنبراس



كم كان يهدي و هو طفل يافع

كأبي حنيفة ان بدا كالناسي



هذا يصلي و المرور أمامه

فأجابه: ربي دمي و حواسي



ان كنت أنسي لست أنسي صبركم

مما ابتليتم من بني العباس



هارون قط لفه بعلومه

لم يخش من بطش و لا افلاس



تاريخنا قل: كم بلاه بفتنة

لم تبق معضلة بلا أمراس



فأمامنا قد حلها عن جده

عن ربه لم يبق من خناس



قد أفحموا لكنهم لم يرعووا

موسي (كعيسي) بالحياة يقاسي



كظم لغيظ عن أعادي أجرمت

مع كل هذا للمسي ء يواسي



[ صفحه 262]



صبرا و عفوا ثم احسانا له

هذا صراط صغته للناس



حكموا عليه مشردا و مكبلا

بالسجن سم بالظلام القاسي



عاني امامي شدة زادت علي

أيوب مع يعقوب في القسطاس



من ليلهم قد شعشعت أنواره

تعطي البرية طيبة الأنفاس



تلك البلاوي قد رآها نعمة

فاتلوا له ما خط من قرطاس



حكم له كانت تترجم فعله

و بها نعود من أذي الوسواس



عهدا علينا أن نسير بدربكم

- و علي المدي - بعزيمة و حماس



صلوا عليه و آله نبع التقي

ما اخضر نبت أو نما من آس



سالم الحاج حسن سوريا الثابتية




پاورقي

[1] المجالس السنية من قصيدة السيد صالح النجفي.