بازگشت

الامام مع الراهب


دخل الامام الكاظم عليه السلام بعض قري الشام متنكرا هاربا، فوقع في غار و فيه راهب يعظ في كل سنة يوما، فلما رآه الراهب دخله منه هيبه فقال: يا هذا أنت غريب؟ قال: نعم قال: منا أو علينا؟ قال: لست منكم. قال: أنت من الأمة المرحومة؟ قال: نعم قال: أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قال: لست من جهالهم فقال: كيف طوبي أصلها في دار عيسي و عندكم في دار محمد و أغصانها في كل دار؟

فقال عليه السلام: الشمس قد وصل ضوؤها الي كل مكان و كل



[ صفحه 54]



موضع، و هي في السماء، قال: و في الجنة لا ينفذ طعامها و ان أكلوا منه و لا ينقص منه شي ء؟ قال: السراج في الدنيا يقتبس منه و لا ينقص منه شي ء، قال: و في الجنة ظل ممدود؟ فقال: الوقت الذي قبل طلوع الشمس كله ظل ممدود، قوله (ألم تر الي ربك كيف مد الظل). قال: ما يؤكل و يشرب في الجنة لا يكون بولا و لا غائطا؟ قال: الجنين في بطن أمه، قال: أهل الجنة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر؟ فقال: اذا احتاج الانسان الي شي ء عرفت أعضاؤه ذلك، و يفعلون بمراده من غير أمر، قال: مفاتيح الجنة من ذهب أو فضة؟ قال: مفتاح الجنة لسان العبد لا اله الا الله، قال: صدقت، و أسلم الجماعة معه [1] .

الرواية تسطع نورا من العلم الالهامي الذي لا يقف علي حد، و يستبعد أن يكون هذا قد خرج من غير الأئمة (ع).

الا أن الامام (ع) لم يعهد منه الهرب، بل كان يأبي عندما يشار عليه بذلك، كما سيأتي معنا، و لكن بما أن الامامية تعتقد بأن الأئمة (ع) يعلمون الغيب باذن الله. و لهم كرامات، فقد يكون الامام (ع) قصده لهدايته و موعظته، لما علم صفاوة و نقاوة قلبه، و لكنه لم يستطع اظهار ذلك أمام جماعته، و هذا نقتبسه من قوله من الأمة المرحومة؟!

أما شجرة طوبي، فلم تذكر أي رواية - مع كثرتها [2] - (ع) الا أن أصلها في دار النبي صلي الله عليه و آله و سلم أو دار علي (ع) لا غير، و لم يذكر أن في دار عيسي (ع) الا في هذه الرواية بعد التتبع، و لعل دور الأنبياء واحدة، أو أن الامام (ع) سكت عن مقالته تلك رجاء هدايته، ليعطه معنوية و شرفا بعيسي (ع).

اضافة الي أسلوب الامام التواضعي في رده علي الراهب.



[ صفحه 55]




پاورقي

[1] المناقب ج 4 ص 311.

[2] الميزان في تفسير القرآن ج 11 ص 368، مجمع البيان ج 3 ص 291، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 7 ص 358. التفسير الكبير للرازي ج 19 ص 50، تفسير روض الجنان و روح الجنان (بالفارسية) ج 11 ص 207 فرات الكوفي ج 1 / 207 العياشي ج 2 / 211.